محمد سعادة


اليوم أيقنت شعوب الأمة العربية من محيطها إلى خليجها أنها أصبحت في حاجة ماسة إلى قيادة توحد كلمتها وتجمع صفوفها، لمجابهة التطرف الديني الذي يعصف بالمنطقة باسم الدين وباسم الطائفية والمذهبية، والإسلام من كل ذلك براء.

الآن تبدو الصورة جلية وأكثر وضوحا، في أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، مدعوما بمباركة معظم شعوب الأمة العربية والإسلامية إنْ لم تكن بأكملها، هي المؤهلة للقيام بالدور الذي تمليه عليها الظروف المحيطة بها، وبكل أقطار البلاد العربية التي أصبحت عرضة للانقسام والتشتت والتبعثر والتآكل.

كان لا بد له من الذود عن حدود البلاد، ومحاربة كل معتد على أرض الوطن، والضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه الإساءة إلى أمن المملكة والتعدي على حدودها، والمس بكل حبة تراب من أرضها وكيانها. وكان لا بد من نصرة الإسلام والمسلمين الذين يتبعون أصول الدين الحنيف، والعمل على تصفية المعتدين والمضللين لتعاليم الإسلام.

ولأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هو الأحق، بريادة وقياده شؤون العرب والمسلمين، فقد كان جريئا ومقداما في اتخاذ القرار الحكيم، ليصون كرامة السعوديين والعرب والمسلمين، استجابة لنداء أصحاب الحق الشرعيين لرفع الظلم عن المظلومين.

فكان من الملك سلمان أن حمل راية الإسلام وصيانة حقوق المسلمين وإعلاء كلمة هذا الدين، فأمر بقصف معاقل الظالمين والإرهابيين والمعتدين الذين يحورون تعاليم الدين، وأعلن قيام عاصفة الحزم، وناصر المظلومين، وآزره وعاونه في ذلك قادة دول التحالف، الذين هبوا وتدافعوا للإسهام والاشتراك في عمليه عاصفة الحزم، من أجل نصرة المستغيثين أصحاب الحقوق الشرعيين.

في مؤتمر القمة السادس والعشرين لجامعة الدول العربية ولأول مرة يطلب فيها زعيم عربي اعتماد هذه المبادئ الرئيسة والأساسية والحكيمة التي وضعتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على جدول أعمالها ومقرراتها، بحيث كان لها وقع وطعم خاص وجديد ومتطور، لم يسبق له أن وضع أو طرح في مؤتمرات جامعة الدول العربية، هذا إذا ما أخذ بعين الاعتبار، أن خادم الحرمين الشريفين كان قد شمل في كلمته تعداد هواجس وهموم الأمة العربية، مشيرا إلى أن الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية ناتجة عن التطرف الديني والطائفي والمذهبي، وآن الأوان للقضاء على هذه الآفة اللعينة التي تفرق ولا توحد، وتدمر ولا تعمر، وتبعد ولا تقرب، وتخلف ولا تُجمع، وبأنه آن الأوان لأن توضع القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات وأوليات الأمة العربية في سبيل استرداد الشعب الفلسطيني كل حقوقه وبناء دولته المسلوبة.