لكل حدث ضخم يمس المجتمع، أو أي أزمة تحظى باهتمام جميع الشرائح الاجتماعية، نجوم حقيقيون، وآخرون وهميون، يحاولون استغلال الفرص للظهور والحصول على مكان يعرفون هم قبل غيرهم أنهم لا يستحقونه.

وفي خضم "عاصفة الحزم" ظهر إجماع كبير على أهمية هذا العمل العسكري لحماية الأمن الوطني، مع أن الجميع سواء مثقفين أو غيرهم لا يمكن أن يحبوا الحروب، لكن عندما تفرض على الإنسان، فليس له خيار.

ولأن الحدث الحالي، سياسي وعسكري بالدرجة الأولى، فإنه من الطبيعي أن تكون السيادة للتحليل السياسي والنقاش في هذا الجانب، وقد تختلف الآراء في حدود المعقول والأدب، ولكن في النهاية كلها تدور في الإطار الوطني. أما أن يحاول بعض من يعتقد في نفسه محللا وكاتبا ومناضلا.. و.. و.. إلخ، القفز إلى الأضواء بأي شكل وادعاء الوطنية لنفسه فقط، ومحاولة التشكيك والهمز واللمز في الآخرين، فهنا يجب أن توضع حدود لهؤلاء، وأن يبين لهم أن هناك الملايين من المواطنين المخلصين لبلدهم والحريصين عليه، حتى وإن كانت لهم آراء معينة، قد يفسرها من يريد "النجومية" حسب هواه، وبما يخدم هدفه الشخصي.

وقد رأينا بعضهم يشوه صورة وطنه -المتسامح المعتدل- ومواطنيه أمام العالم، بإطلاق آراء وتحليلات وهمية، وهو يحسب أنه يحسن صنعا.

وأكاد أجزم أن التغاضي عن هذه الممارسات التي تستدر العواطف فقط، سيؤدي إلى ظهور المزيد من عاشقي الأضواء ومستغلي الأحداث السياسية والفكرية الحادة، في الترويج للذات، حتى وإن كان الأمر على حساب سمعة الوطن.

الخطاب الإعلامي الرزين والرشيد والصادق، هو الرهان الحقيقي لنجاح أي عمل أو تجاوز أي مخاطر، لأنه هو الذي سيبقى مقنعا وموضوعيا، وبالتالي مؤثرا بشكل كبير. وأقولها صادقا هنا وبدون أي مجاملة لشخصه أو لغيره، أتمنى أن يقتدي "فلتات الزمان" هؤلاء الذي يدعون أنهم محللون سياسيون، بأسلوب وخطاب المتحدث العسكري باسم "عاصفة الحزم"، خصوصا في الهدوء والدقة واستخدام العبارات العلمية التي لا تنشد المبالغة والتفخيم بقدر ما توصل الرسالة والمعلومة.