ودعت جموع غفيرة من المصريين والسعوديين في معبر "الطوال" السعودي أمس، أول قتيل مصري سقط على أيدي الحوثيين، ويدعى يحيى جابر أبو رحال، من أبناء مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، ويبلغ من العمر 46 عاما وكان يعمل سائقا في اليمن.

يقول شقيق المقتول، ويدعى بهلول جابر، في تصريح إلى "الوطن"، إن شقيقه قتل على أيدي العصابات الحوثية التي استهدفت السيارة التي كان يعمل عليها بقذيفة أردته قتيلا على الفور قرب معبر الطوال. وأضاف أن شقيقه كان يعمل سائقا لنقل البضائع بشركة البريد اليمنية منذ ست سنوات، ولقي مصرعه بعد عودته من إجازة قصيرة قضاها في مصر، مشيرا إلى أن أسرته تلقت اتصالات من بعض عصابات الحوثي، كي توجه الاتهام نحو قوات التحالف بقتله، مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة، وهو ما رفضته الأسرة بصورة قاطعة رغم قسوة الفاجعة التي تعرضوا لها، إذ كان القتيل المعيل الوحيد لعائلته.

من ناحيته، أشاد القنصل المصري المكلف من قبل سفارة مصر بإجلاء الرعايا المصريين من اليمن عبر الأراضي السعودية، محمد برهان، الموجود بمعبر الطوال، بتعاون السلطات السعودية مع الوفد المصري، إذ تم تشكيل فريق لإجلاء الجثمان من اليمن واستعادته وتجهيزه للدفن بأرض المملكة، ورغم كثرة المخاطر التي واجهت الفريق المكلف بذلك، إلا أنه تم في الآخر سحب الجثمان، وبعد موافقة شقيقه بهلول المقيم في مدينة جازان تم دفنه في مقابر الطوال.

من جهته، قال السفير المصري بقنصلية جدة، عادل الألفي، في تصريحات إلى "الوطن"، إن الجهود التي بذلتها السلطات السعودية، بالتعاون مع وفد القنصلية المصرية بجدة، أدت إلى إخراج الجثمان بصورة عاجلة، مشيدا بموافقة السلطات السعودية على تشغيل ثلاثة معابر حدودية مع اليمن، لاستقبال المواطنين المصريين العائدين عبر منطقة جازان، مثمنا الدور الكبير الذي تقوم به الجهات الحكومية في المملكة، مثل الجوازات لتيسير خروجهم.

وأضاف أنه تمت إعادة 1115 مواطنا مصريا حتى يوم أمس، والسلطات السعودية تقدم تسهيلات عبر المنافذ المختلفة،

مشيرا إلى أن بعض العائدين لا يحملون أوراقا ثبوتية، وتتعامل القنصلية مع هذه الحالات باستخراج وثائق سفر اضطرارية، وتسجيل جميع بيانات العائدين، كما تتحمل نفقات غير القادرين على سداد كلفة تذاكر السفر.

وتواصل اللجنة التي شكلتها القنصلية متابعة أوضاع العائدين من اليمن، وتسهيل إجراءات عودتهم إلى بلادهم، وتهيب القنصلية بكل العاملين المصريين في اليمن الاتصال بالسلطات السعودية الموجودة في نجران، أو الانتقال عبر المعابر المخصصة لنقلهم.