كشفت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية لـ"الوطن"، عن توجه قريب لإقصاء عدد من السفراء الديبلوماسيين الموالين لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإحلالهم بموالين للشرعية الدستورية.
وبحسب ديبلوماسيين في الخارجية اليمنية تحدثوا إلى الصحيفة أمس، فإن عملية الإحلال الكلي، ستغير بنية الديبلوماسية اليمنية، على مختلف المستويات من سفراء وقناصل ورؤساء الملاحق التابعين للسفارة. وقالت المصادر "اقترب وزير الخارجية المكلف رياض ياسين، من إعلان الأسماء الجديدة، إلا أن نائب الرئيس، ورئيس الوزراء خالد بحاح طلب تأجيل الأمر، للظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، بعد انقلاب ميليشيات الحوثي وقوات صالح على الشرعية، وتقويض السلطة في صنعاء واحتلالها في 21 سبتمبر الماضي، والتداعيات التي رافقت ذلك".
وحسب المصادر، فإن ياسين سيجتمع مع السفراء الجدد في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث الهيكلة الجديدة للسياسة الخارجية اليمنية، دون تحديد إطار زمني لموعد الاجتماع المرتقب، إلا أنها اكتفت بأنه سيكون "قريب جدا".
وأكدت المصادر أن وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي، سيستبعد تماما من أي دور مستقبلي في السياسة الخارجية اليمنية، بسبب تأييده للمخلوع علي عبدالله صالح، وقالت "هذه الخطوة ستقضي تماما على نفوذ صالح، والدور الخلفي الذي كان يمارسه مع عدد من السفراء الموالين له"، واصفة هذا الدور بالبعيد عن الأعراف الديبلوماسية المعهودة لمن يشغل هذا المنصب، والمجيرين تماما لخدمة مصالحه الشخصية، لا مصالح الوطن".
المعلومة الحيوية التي جاءت على لسان المصادر المقربة من الرئاسة اليمنية، ذكرت أن أسماء السفراء والقناصل تم فرزها بشكل كامل، وتم وضع قائمة بالأسماء المستبعدة، مؤكدة أن الإعفاء سيطال سفراء اليمن في كل من: لبنان، علي أحمد الديلمي، وجيبوتي، محمد عبدالله حجر، وكذلك إعفاء القائم بأعمال سفارة طهران، بسبب موالاته لجماعة الحوثي.
اللافت في حديث المصادر أن إعادة هيكلة سفراء اليمن، ستكون أكثر حزما في مسألة التعيينات، عبر معايير الكفاءة والوقوف مع المؤسسات الشرعية، والتاريخ النزيه، إذ سيخضع السفراء الجدد إلى كشف حساب كامل، دون تفاصيل محددة بهذا الشأن.
وتقع خطوة الإحلال الديبلوماسي المرتقب والواسع، ضمن مراحل إعادة بناء الدولة اليمنية، في كل المواقع المدنية والعسكرية والديبلوماسية، بعد ترهل الدولة طوال ثلاثة عقود من حكم الرئيس المخلوع، وتراجع هائل في دور الديبلوماسية اليمنية.