"المولوتوف"، أو القنبلة الحارقة وفقا للمصطلحات العسكرية، بات سلاحا فعالا تستخدمه المقاومة الشعبية في عدن، ضد مواقع المتمردين الحوثيين، وأصبح أحد أهم أسلحة أزقة الحواري العدنية الفعالة والرهيبة، على حد وصف أحد كتائب اللجان الشعبية.

وفي عدن، يشير أحد قياديي جيوب المقاومة الشعبية في عدن بمحيط دائرة "خور مكسر" على الشريط الساحلي، وهو أحمد الركامي، إلى أن القنابل الحارقة التي يقوم بتصنيعها أشبال المقاومة في المدينة يوميا، بواقع 70 إلى 120 قنبلة، أثمرت في ملاحقة ميليشيا الانقلابين والقوات الموالية للمخلوع علي صالح، ومطاردتهم بين أزقة الحواري.

ويضيف الركامي إلى فعالية هذه القنبلة اليدوية المصنعة منزليا، بقوله "في الأسبوع الأول من هجوم الانقلابين، كان أشبال محافظة عدن يصرون على النزول للقتال مع الشباب، وكنا نمنعهم خوفا عليهم، وكنا نطالبهم القيام بأدوار لوجستية كجلب الغذاء للمقاومين، ومساعدة أهالي المديريات في المحافظة إذا دعت الحاجة. إلا أنه مع مرور الوقت وامتداد المعركة، بدأ أشبال المدينة بصناعة قنابل المولوتوف، من خلال مشاهدة بعض مقاطع اليوتيوب، وكونوا كتيبة بكل ما للكلمة من معنى في ملاحقة أفراد الميليشيات بين أزقة الحواري العدنية الذين يحاولون اقتحامها، إذ لا يسيطرون سوى على الشوارع الرئيسة".

لم يكتف الركامي بذلك، بل ذهب إلى أن هذه القنابل الحارقة التي يصنعها الشباب يوميا، أضحت تجربة قابلة للاستنساخ في عموم الجبهات التي تواجه فيها المقاومة الشعبية جيوب الانقلابيين، إذ استطاعت بعض المجموعات الشبابية تكوين فرق مهمتها صناعة قنابل المولوتوف.

الاستخدامات العسكرية، ربما تكون بدائية وفقا لحديث الركامي، لكنها بحسب لهجته المحلية الدارجة "تفعل الأفاعيل"، للرهبة التي أدخلتها لدى أي مجموعة تريد اقتحام الشوارع الخلفية للمقاومة الشعبية في عموم المحافظة التي تقاتل بضراوة في صد أي تقدم جديد للقوات الانقلابية.

وتفاعل بعض أهالي المحافظة مع أشبال المقاومة الشعبية، وبدأوا يقللون من حاجاتهم الأساسية الضرورية من المواد المشتعلة، في سبيل دعمهم لمقاومة العدوان، إذ يتكون "المولوتوف" من سائل قابل للاشتعال - غالبا وقود أو زيت محركات السيارات – ملحق بشريط قماشي مبلل بالمادة الحارقة في عنق الزجاجة، ويتم إشعال الشريط، ورميه على الهدف.

اللافت أثناء حديث الركامي أن كثيرا من أبناء المدن اليمنية يتساءلون عما إذا كانت هذه القنابل اليدوية كافية لطرد المتمردين، ويجيب عليهم بأنه بغض النظر عن فعاليتها، إلا أن أبناء عدن يريدون تسطير دورهم في صياغة تاريخ عدن الباسلة.