كشفت مصادر سياسية يمنية عن وجود خلافات واسعة النطاق وسط التحالف الذي يجمع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، مشيرة إلى أن الخلاف تطور حتى وصل مرحلة الاشتباك الفعلي بين الجانبين في عدد من المناطق، مشيرة إلى سقوط قتلى من الطرفين في تعز، أثناء المعارك التي دارت مع مقاتلي اللواء 35 خلال اليومين الماضيين.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها في تصريحات إلى "الوطن"، أن عددا كبيرا من فلول جنود المخلوع رفضوا مواصلة القتال مع اليمنيين، بعد الأخبار التي تواترت خلال الأيام الماضية عن مساعيه الحثيثة لإيجاد مخرج آمن له ولعائلته، ما أشاع جوا من الإحباط وسط الجنود الموالين له الذين شعروا أن مشاركتهم في القتال باتت عبثية بعد محاولات فرار من كانوا يقاتلون لأجله إلى خارج البلاد.
ومضت المصادر بالقول إن انفضاض كثير من قادة الألوية العسكرية والجنود من التمرد، وإعلانهم الانحياز إلى جانب الشرعية الدستورية، دفع كثيرين آخرين إلى محاولة اتخاذ نفس الخطة والبحث عن مخرج ينقذهم من شبح الموت الذي يلاحقهم في كل لحظة.
وكانت بوادر التذمر انتشرت وسط قيادات الحوثيين بعد إشادة المخلوع الأسبوع الماضي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي طلب من المتمردين الانسحاب من المناطق التي احتلوها وفرض عليهم حظرا على السلاح. وعد الحوثيون أن تلك الإشادة والاستعداد للتعامل الجدي مع القرار هو إعلان بفض التحالف القائم بين الجانبين، لا سيما أن زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، كان أعلن رفضه للقرار.
ومضى المصدر بالقول "الأنباء المؤكدة التي تشير إلى أن صالح يبحث عن مخرج آمن له ولعائلته، تسببت في شيوع روح من اليأس وسط الجنود الذين كانوا يقاتلون لأجله، مراعاة لدوافع قبلية ومناطقية، وهؤلاء تحالفوا مع الحوثيين تنفيذا لتوجيهاته، وانسحبوا لهم من المواقع العسكرية التي كانوا فيها، وشاركوهم الاعتداء على المدنيين، إلا أن صالح ضرب بكل ذلك عرض الحائط، وسارع إلى التخلي عنهم.
كما أن حليفه الحوثي يشعر أن صالح تخلى عنهم في منتصف الطريق، ومن شأن كل ذلك أن يعجل بنهاية التمرد إلى غير رجعة".
وختم المصدر تصريحاته بالقول "هذه هي عادة الرئيس المخلوع، فهو لا يملك وفاء لبلده، ولا اعتباراً لشعبه، فضلا عن المتمردين الذين تواطأ معهم لتدمير البلد، وسلمهم ثروته، ونظرة سريعة إلى تاريخه الأسود توضح أنه تحالف من قبل مع السلفيين، ثم عاد ووضع يده في أيدي الحوثيين الشيعة، وفي الوقت ذاته أسهم في ظهور تنظيم القاعدة، وأراد أن يجعل منه فزاعة لإقناع المجتمع الدولي بحتمية استمراره في السلطة، حتى يواصل قتال المتشددين. وأجاد صالح لفترة من الوقت اللعب على إيقاع كل هذه المتناقضات، لكنه سقط لأنه تجاهل حقيقة أبجدية، هي أن الشعب لم يعد يطيق احتمال فساده وفساد المحيطين به".