كشف رئيس قسم التوجيه والإرشاد الأسري بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الأخصائي النفسي علي القحطاني أن المجمع قدم خلال العام الماضي 7056 خدمة في جانب الإرشاد الأسري عن مشاكل الإدمان والأمراض النفسية، منها 476 جلسة إرشادية وتوجيهية للأسر والمرضى، وتعامل مع 4520 اتصالا، كما تم تقديم 2060 استشارة خلال الفترة نفسها لزوار موقع المجمع على الإنترنت.

وقال القحطاني لـ"الوطن" إن "خدمة توعية أسر المرضى بطبيعة المرض واحتياجات المريض سواء النفسي أو مريض الإدمان نجحت في تمكين الأسر من القيام بدورها في الخطة العلاجية، بتفهم حالة المريض، وطبيعة مرضه، واحتياجاته، ما يساعد في سرعة شفائه، والمحافظة عليه من الانتكاسة".

وزارت "الوطن" قسم التوجيه والإرشاد الأسري بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، والتقت حالتين كانتا تراجعان الأخصائيين في القسم، الأولى مريض فصام، كان عدائيا ضد الأسرة، ولا يقبل منها شيئا، وطوال سبع سنوات فترة معاناته من المرض كان يتابع في عيادات خاصة، وكانت أكبر مشكلة يواجهها بالإضافة إلى مرضه هي عدم إلمامه وأسرته بطبيعة المرض الذي يعانيه.

وأوضح الأخصائي علي القحطاني أن "المريض عندما حضر إلى قسم الإسعاف والطوارئ تم فتح ملف طبي له، وإخضاعه لبرنامج علاجي نفسي، ولم نكتفِ بذلك، بل تم إدخال أسرته في برنامج التوعية، ومن خلال ذلك تمت زيادة وعي عائلته بالمرض".

وأضاف أنه "خلال أسابيع قليلة من دخول المريض ظهر تحسن واضح على صحته، إضافة إلى العديد من النتائج الإيجابية تمثلت في تعايشه هو وأسرته مع المرض، وتقبل العائلة ابنها المريض وعدم تخليها عنه، وتعاونها عند تقديم البرامج العلاجية والتأهيلية له، والقضاء على عداء المريض الذي كان يمارسه ضد أسرته"، مؤكدا أن توعية الأسر بطبيعة المرض النفسي الذي يعانيه ابنها ودعم الأسرة له من الخطوات المهمة في علاج المرض، وهو ما يتوافق مع الدراسات العلمية في هذا الخصوص.

الحالة الثانية كان شاب يبلغ من العمر 19 عاما، وقع فريسة لإدمان الحشيش، ما أدى إلى تركه للدراسة، ومعاناته من مشكلات سلوكية وصلت إلى الاعتداء على أمه بالضرب، حيث أسهم قسم التوجيه والإرشاد الأسري بالمجمع في إعادته إلى كنف أسرته بعد أن أبعدته المخدرات عنهم.

وفي هذا الخصوص، بين رئيس قسم التوجيه والإرشاد الأسري أن "أسرة الشاب حاولت علاجه إلا أن محاولاتها لم يكتب لها النجاح، فأحضروه للمجمع حيث تم تحويلهم إلى القسم، وتم إدخاله في برنامج علاج المراهقين في العيادات الخارجية، وبالتوازي انخرطت الأسرة في برنامج إرشادي، تعرفت فيه على الخطوات التي سيمر بها ابنها في العلاج والتأهيل وتأهيله للتخلص من التعاطي، وبعد فترة بسيطة استقرت حالة المريض، وعاد لإكمال دراسته، والانخراط في الوقت نفسه في وظيفة خاصة، كما أنه أقلع عن التدخين الذي كان البوابة لوقوعه في إدمان الحشيش".

وفي السياق، ذكر مدير الإعلام الصحي والعلاقات العامة بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض حمد مشخص العتيبي أن "مجمع الأمل يقدم خدمة الاستشارات الأسرية عن طريق الهاتف رقم 0114903322، وعن طريق النموذج الإلكتروني على موقع المجمع www.alamal.med.sa، الذي يستقبل الاستشارات بصفة يومية، ويجيب عنها مختصون، وتنشر بالموقع لتعميم الفائدة على الجميع، مع التأكيد على سرية المعلومات الشخصية".