دارت أمس معارك عنيفة بين الثوار من فصائل المعارضة من جهة وعشرات العناصر من قوات نظام بشار الأسد الذين حوصروا في مبنى داخل مدينة جسر الشغور التي انسحبت منها قوات النظام السبت الماضي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن "عشرات الجنود الذين قد يفوق عددهم 150 كانوا تحصنوا داخل مبنى تابع لمستشفى في جنوب غرب المدينة، وإن مقاتلي الفصائل حاصروهم لحين دخول المبنى، لافتا إلى أن مقاتلي المعارضة أسروا عددا كبيرا من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وفي محيطه خلال المعركة. كما أسروا آخرين في مناطق أخرى من جسر الشغور، وبلغ عدد الأسرى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها حوالي 200 عنصر.

وأشار خبراء ومحللون إلى أنه  بعد نحو شهر على خسارة النظام لمدينة إدلب، مركز المحافظة في 28 مارس الماضي، يأتي سقوط جسر الشغور كضربة كبيرة للنظام، كون سيطرة المعارضة المسلحة عليها تفتح الطريق أمام احتمال شن هجمات باتجاه محافظة اللاذقية، المعقل البارز لنظام الأسد، ومناطق أخرى تحت سيطرته في ريف حماة وسط سورية.

من ناحية ثانية، أعلن الثوار صباح أمس مصرع العشرات من عناصر تنظيم داعش بينهم (أمراء)، وتطهير مدينة القنيطرة المهدمة، وبلدة العدنانية، ومعبر بلدة القحطانية، ومنطقة الرواضي في ريف القنيطرة من عناصر التنظيم وقتل العشرات منهم.

ونشر الثوار شريطاً مصوراً على شبكة التواصل الاجتماعي أعلنوا فيه تطهير المدينة المهدمة من عناصر تنظيم داعش، وأظهر الفيديو مدنيين كلهم أطفال ونساء، قالوا إنهم كانوا محتجزين لدى التنظيم، وتمكنوا من تحريرهم.

وأكد نشطاء أنه تمت السيطرة على قرية رسم شولي، وبلدة العدنانية، وقتل عدد من (الأمراء)، وإصابة أمير التنظيم في المنطقة (أبو مصعب الفلوصي)، كما تمت السيطرة على مستشفى المعبر، وإخلاء المدنيين المحاصرين من قبل التنظيم.

وفي سياق متصل، قتل 25 عنصرا على الأقل من تنظيم داعش في انفجار مصنع للعبوات الناسفة في محافظة دير الزور في شرق سورية أمس، فيما لم تتضح أسبابه، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى "مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة".

إلى ذلك، ارتكب طيران النظام مجزرة صباح أمس جراء استهدافه بصاروخ فراغي أحد أسواق مدينة مارع بريف حلب الشمالي ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، وأحدث دماراً هائلا في المباني والمنشآت، كما قتل سبعة أشخاص وأصيب 35 آخرون بجروح بينهم نساء وأطفال في قذائف صاروخية استهدفت حديقة عامة وسط مدينة حلب.

وفي مدينة حلب قتل مدني وأصيب آخرون جراء إلقاء مروحية النظام برميل متفجرات على حي قاضي عسكر، ما أحدث دماراً كبيراً في المباني السكنية أيضاً، وألقت المروحية برميلي متفجرات على حيي الإنذارات وبعيدين اقتصرت أضرارهما على المادية.