ما بين من لقّبه بـ"حكيم الوزراء وبين من وصفه بـ"فقيه السياسة"، واصل الأمير سعود الفيصل حصد الألقاب المستحقة، نظير ما قدمه في موقعه السابق وزيرا للخارجية على مدار أربعة عقود.

الفيصل الذي سيستمر ملاصقا لملف الشؤون الخارجية من خلال موقعه الجديد، كان لقبول طلبه إعفاءه من وزارة الخارجية صدى واسع في كثير من عواصم العالم، فجاءت الإشادة من واشنطن على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال "لم يكن الأمير سعود أقدم وزير خارجية فقط، بل من أكثرهم حكمة"، فيما وصفه نظراؤه الخليجيون بعد اجتماعهم في الرياض بـ"فقيه السياسة".




قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري "سأواصل السعي في الاستشارة مع الأمير سعود الفيصل وتقدير صداقته المبنية على عدد من الساعات التي قضيناها في نقاش التحديات التي تواجه دولنا".

وأضاف في بيان له أول من أمس "خلال أربعة عقود من الزمن على أعلى المستويات الديبلوماسية الدولية، ساعد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في توجيه المملكة في عالم أكثر تعقيدا من أي وقت مضى".

وأضاف البيان: "لم يكن الأمير سعود فقط أقدم وزير خارجية على الكون، ولكن أيضا من بين هؤلاء الأكثر حكمة. كان يعمل مع 12 من أسلافي من وزراء الخارجية في الولايات المتحدة، وكان محل إعجاب الجميع".

وختم البيان: "في الوقت الذي سأفتقد فيه الأمير سعود إلى حد كبير، إلا إنني أتطلع إلى مواصلة العمل بشكل وثيق مع خليفته، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة عادل الجبير. لقد عرفت وزير الخارجية الجبير لفترة طويلة. في الواقع، التقينا عندما كان ديبلوماسيا شابا، خصص لمرافقتي في جميع أنحاء الرياض في سنة 1980، توصلنا إلى معرفة بعضنا بعضا بشكل أفضل بكثير منذ ذلك الحين، خصوصا أثناء خدمته المثالية سفيرا للمملكة في واشنطن. ديبلوماسي ماهر ومحاور يحظى بثقة كثير من المسؤولين الأميركيين، ترقيته تؤكد على الروابط القوية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في وقت عصيب. أتمنى له حظا سعيدا في هذا المسعى الجديد والمهم".

وبعبارات الاعتزاز، أعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن تقديرهم للدور التاريخي المميز الذي قام به الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية، في تأسيس مجلس التعاون ودعم مسيرته المباركة.

وثمّن الوزراء في البيان الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون في الاجتماع التحضيري للقاء التشاوري الخامس عشر لقادة دول مجلس التعاون، الجهود المخلصة والمتفانية التي بذلها الأمير سعود الفيصل طوال العقود الأربعة الماضية لنصرة القضايا الخليجية والعربية، والدفاع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية في المحافل الإقليمية والدولية، إذ كان صوته حاسما ومؤثرا في إظهار الحقائق وإبرازها أمام المسؤولين والرأي العام العالمي في مختلف المواقف والقضايا.

ونوه الوزراء بالخصال المميزة والمناقب الحميدة التي تحلى بها الفيصل، وما عرف عنه من حنكة مميزة وحكمة بالغة ورؤية ثاقبة وسعة اطلاع ومعرفة بدروب العلاقات الدولية، وما تمتع به من دماثة خلق ورحابة صدر وعلاقات صداقة واسعة أكسبته احترام وتقدير كثير من زعماء وقادة دول العالم.

وأكد الوزراء أن الأمير سعود الفيصل سيبقى في ذاكرتهم ومعهم فقيها في السياسة، وعلما بارزا في السياسة الخليجية والعربية والدولية.

وعبر الوزراء عن صادق تمنياتهم للفيصل بالتوفيق الدائم في مهماته الجديدة، وزير دولة وعضوا بمجلس الوزراء ومستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومشرفا على الشؤون الخارجية، سائلين المولى عز وجل أن يمد في عمره ويديم عليه نعمة الصحة والعافية.