تلوح في الأفق حمى مرتعشة بدأت سخونتها تبرز يوماً بعد يوم, وتتصل بالترشيحات لمناصب قارية وعالمية, وتتجه صوب الكرسي القيادي في الفيفا لخلافة السويسري جوزيف سيب بلاتر الذي بدأت تثقل كاهله كثير من الفضائح المادية والتنظيمية ونحوها من الإشكاليات, وكذا صوب الكرسي القاري الساخن الذي يملؤه بكفاءة العربي القطري محمد بن همام العبدالله, وتشير التوقعات إلى استمراريته في منصبه القاري سنوات مقبلة على خلفية ما أنجره وتجاوز به سقف التوقعات والطموحات قبل مجيئه.

ويتصدى لمنصب الفيفا رجل كوري جنوبي قوي, له تجارب قيادية كبيرة, ونجاحات اقتصادية مدوية في بلاده من خلال تبوئه مراكز قيادية في كبرى الشركات العملاقة في الاقتصاد الكوري.

ويشجع تشونغ يون في خطوته هذه سلسلة من الأخطاء التي يرصدها الإعلام وبدت تتراكم من مناسبة إلى مناسبة أخرى كان آخرها إشكاليات عدة صاحبت المونديال الإفريقي 2010 في كثير من أوجه التنظيم والتمويل والعوائد, وفتحت ملفات من هنا وهناك تتهم السويسري القوي في ذمته ومهنيته, فضلاً عن عدم مصداقيته في الترشيحات عندما يناور في وسائل الإعلام أينما حل بحسب الطقس, كما يحدث في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بملف استضافة مونديال 2022 والذي تقدمت له بقوة قطر الشقيقة وتبعتها أكثر من دولة للظفر بشرف التنظيم, فهو في قطر أعطى تصريحات وكأن الموافقة صبت لصالح هذه الدولة الخليجية المتوثبة لهذا الحدث المونديالي الكبير منذ فترة ليست بالقصيرة, فيما نراه أمام الإعلام الأسترالي يعطي آراء متقدمة تمنح الملف الأسترالي الشيء الكثير من التقدير والانبهار حينما شبهه بسباقات الفورمولا (1) المعروفة بسرعتها الباهرة, وكأنه يقول لا يوجد منافس لملف بلد الكنجارو, وهذا القول مخالف للواقع, ولا ينم عن مهنية وحذر مطلوب في مثل هذه الأوقات من قبل جوزيف بلاتر, وعلى هذا الأساس نقرأ ونتابع كثيراً من الهجوم اللاذع على الرجل القوي بالفيفا في كثير من وسائل الإعلام الأوروبية واللاتينية على وجه التحديد عطفاً على مثل هذه الآراء المتسرعة والمبالغ في بعضها ولا يفترض أن تصدر عن رجل يتبوأ هذه المكانة!!

أما المنصب القاري الآسيوي فلا يقل أهمية وسخونة عن سابقه الفيفا, والسبب لاشك يرتبط بشخصية محمد بن همام والأيقونة الآسيوية إلى العالم, والذي طالما احتسب ضمن أهم (10) شخصيات رياضية في العالم وأقواها تأثيراً على الكرة العالمية ليس لأنه محمد بن همام, وإنما للجهد والمثابرة التي أبداها الرجل العربي القطري المثير, وتمكنه من نقل هذا الاتحاد من دوامة التنظيم الارتجالي والمسابقات المتهرئة والتسويق الضعيف جداً, إلى العمل على أساس احترافي في كثير من منظوماته العملية, ونجاحه التسويقي الباهر الذي ارتقى بالعائد من رقم زهيد لا يتعدى (19) مليون دولار إلى رقم خرافي لم يخطر على بال وهو سقف الـ(مليار) دولار وفي ظرف زمني وجيز, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على العقلية المهنية النظيفة, والجدية في العمل, والتخطيط المدروس, فبدأ ملف أكبر قارات العالم وأثقلها بالفوضى التنظيمية من تركة القائمين على الاتحاد السابقين ينصلح ويتطور من عام إلى عام آخر.

والغريب في ملف ترشيحات هذا المنصب قدوم شخصية كويتية تتبوأ هي الأخرى منصباً قارياً كبيراً يتمثل في المجلس الأولمبي الآسيوي وهو الشيخ أحمد فهد الأحمد, الذي لا يحمل وداً لابن همام ويعلنه في كل مناسبة, مما يعني أن حجته الانتخابية ستكون ضعيفة أمام رجل صنع اتحاداً قارياً قوياً, وساهم في انتشار اللعبة في دول عديدة بالقارة ما كان لها أن يمارس أبناؤها اللعبة وفق بيئة مناسبة ترتبط بالبنية التحتية وتطويرها.

والتوقعات الأولية تذهب إلى استمرارية كل من بلاتر في كرسيه بالفيفا وكذلك ابن همام في كرسيه القاري وبثقة, فهل سيقرأ أحمد فهد الأحمد هذه التوقعات جيداً فيسحب ترشيحه المنتظر؟!.