نقرأ ونسمع الكثير من أخبار التعاقدات المحلية للأندية في هذه الأيام، هي بلا شك خطوة جيدة في ظل التخطيط المبكر للمستقبل وقبل أن تبدأ فترة الصيف ويبدأ الجميع في التسويق، ولكن ماذا لو عملت كثير من الأندية لتقييم تعاقداتها السابقة وصفقاتها، كم سيصل عدد الناجحين أو الذين قدموا أنفسهم بشكل مميز وحققوا للنادي ماينشده؟؟.

هل تستشير الأندية في مسألة التعاقد مع اللاعبين آراء الفنيين والمدربين، الأغلبية من المدربين راحلون بنهاية الموسم في كثير من الأندية وجميع الأندية تفتقد إلى المدير الرياضي الذي يخطط ويدير تعاقدات الفريق، بالإضافة إلى أن التعاقدات لا تتم وفق سياسة صرف محددة بل إلى الضخ الشرفي إن وجد أو اجتهادات الرئيس وأمواله الخاصة، بل تتم ولا زالت الأندية غارقة في ديونها والتزاماتها تجاه لاعبيها ومدربيها إن لم تكن ذات قضايا دولية.

كل هذا يعني أننا وبعد عشرين عاما من عودة الاحتراف لكرة القدم السعودية، لازلنا بعيدين جدا عن كثير من الخطوات البدائية والتي تهدف إلى العمل المؤسساتي والاحترافي في الأندية.

الخصخصة التي سمعنا عن ملفاتها كثيرا يبدو أنها أصبحت من المستقبل البعيد إن حدث وكأنها شيء من المستحيل أن يطبق، في كل مرة نتحدث عن الاحتراف والتعاقدات ندور في نفس الدائرة لأننا لم نخرج منها يوما، ولم نتقدم ولو خطوة ولا تلام الأندية كثيرا فهي تحاول السير وفق المنظومة الرئيسية والتي آن الأوان لأن تدور عجلتها، لابد للأنظمة أن تتطور وللوائح أن تجاري نظيراتها في دول العالم المتقدم، فمن غير المعقول أن يكون كل هذا الضخ المادي وهذه الأموال المهدرة بلا فوائد واضحة وبلا قوانين تسن صرفها بشكل مقنن.