نجاح أي مجموعة تلفزيونية ليس سرا عسكريا، ولا يحتاج إلى أبحاث مطولة، ولجان معقدة.
كل ناشط في المجال لديه القليل من الخبرة يستطيع أن يقول لك ما سأطرحه في الأسطر التالية. من لا يعرف أن من أهم عناصر النجاح لأي منتج إعلامي هو عنصر (القرب)؟ أي أن يكون المحتوى قريبا من المشاهد. والتلفزيون السعودي يملك من الميزات النسبية ما يجعله الأكثر قربا من جمهوره من خلال محطاته ومكاتبه المنتشرة وخبراته المتراكمة في العمل الإعلامي منذ عقود، وشبابه المفعمون حيوية ورغبة في العمل.
تستطيع القنوات التلفزيونية السعودية المختلفة أن تقدم (قصصا إخبارية) من حياة الناس اليومية في أرجاء المملكة الواسعة التي تمثل قارة مليئة بالقصص الممتعة والشيقة، تنتظر -فقط- من يصل إليها، ويحملها إلى الناس، هذا في الجانب الإخباري، أما في مجال الأعمال الإبداعية فتستطيع القنوات السعودية أن تقدّم ساعة درامية محلية يومية، تشبع المشاهد المحلي المستعد للتخلي عن الأعمال التركية والعربية التي ملّها فور أن يرى نفسه وحياته على الشاشة. تستطيع أن تصل إلى المبدعين في التحليل الإخباري، الرياضي، أن تصنعهم، وتدربهم، وتستعين بالشباب الذين يثبتون أنفسهم في وسائل التواصل الاجتماعي، كلمة السر في نجاح المحطة التلفزيونية هو أن تعرف مشاهدها!
ولا أحد يعرف المشاهد السعودي مثل التلفزيون السعودي، وأخيرا فمن حق الأستاذ عبدالرحمن الهزاع وهو يترك العمل الإعلامي بعد 40 عاما من العطاء والجهد، في هذا المرفق الهام، أن نقول له: "بيض الله وجهك"، شكرا أبا ياسر على كل ما قدمت، وحليفك التوفيق في حياتك.