عادت نبيلة عبيد إلى الواجهة الفنية بمصر، وهي التي كانت مقلة في أعمالها في الفترة الأخيرة، إذ ظهرت في أكثر من قناة ومحفل سينمائي، معيدة بذلك واجهة جميلة في الفن المصري.
في تترات فيلم نيازي مططفى الجميل "رابعة العدوية"، كان مكتوبا قبل اسمها: مع الوجه الجديد نبيلة، والحقيقة أنها قدّمت دورا في غاية الجمال لشخصية الزاهدة الشهيرة رابعة العدوية، بل إنها قدمت دورا، أظنه فوق ما كان يتوقعه مخرج كبير مثل نيازي مصطفى، من وجه يطل على الناس للمرة الأولى.
من بين بنات جيلها، وكلهن نجمات سينما، تميزت نبيلة عبيد بميزة جميلة، وهي خروجها عن المألوف في شخصيات الأنثى السينمائية، ففي الوقت الذي تتعارك فيه نجمات جيلها على لعب أدوار الفتيات الجميلات والعاشقات، والضاربات في عمق أفلام العشق والهوى، كانت نبيلة تختار أو تقبل بأدوار الفقيرة والمعاقة والمجنونة، والسياسية، والجاسوسة، والوزيرة، وغيرها من الأدوار التي لم تكن مرغوبة لدى زميلاتها الفنانات، وأظن ذلك لأن فهم نبيلة للسينما كان أعلى بكثير من فهم زميلاتها، ولهذا كانت تنتقي الأدوار الصعبة، حتى وإن كانت تلك الأدوار غير جاذبة لشباك التذاكر والإيرادات.
صحيح أن لها أفلاما تجري أحيانا في نفس تيار السينما الرديئة والتجارية، لكنها قليلة بالنسبة لغيرها من الممثلات، وبالنسبة لعدد أفلامها أيضا، كما أنها والحق يقال، قدمت كثيرا من التحف الفنية مع مخرجين كبار، منهم يوسف شاهين في "الآخر"، ورائعتها "العذراء والشعر الأبيض"، الذي لا أظن أن ممثلة قدمت دور الأم مثلها في ذلك الفيلم.