حذر سياسيون يمنيون من محاولات المتمردين الحوثيين الالتفاف على الأهداف الإنسانية للهدنة التي اقترحتها المملكة لمدة خمسة أيام، لدعم العمل الإنساني في اليمن والسماح بمساعدة المدنيين والنازحين المتضررين. مشيرين إلى أن الحوثيين بدأوا في حشد قواتهم في المناطق المحيطة بعدن، توطئة لشن هجوم شامل على المدينة بمجرد انتهاء الأيام الخمسة. وكان شهود عيان من داخل المدينة قد أكدوا أن زوارق صيد قدمت من ساحل عمران على متنها متمردون حوثيون رست على ساحل حُقات في عدن، وأضافوا أن الميليشيات المتمردة تواصل توافدها عبر البحر إلى المدينة.

وقال القيادي في مقاومة تعز الدكتور عبدالرحيم السامعي إن المتمردين سوف يواصلون سياسة الخداع التي ألفوها، مشيرا إلى أن هذا هو نهجهم منذ بداية ظهورهم كحركة مسلحة، حيث يعقدون الاتفاقات في أوقات ضعفهم، وما يلبثوا أن ينقضوها بمجرد استرداد أنفاسهم. وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" لا عهد للحوثيين ولا أمان فهم لا يعرفون سوى العدوان، ولغتهم المفضلة هي لغة القتل، والحوثي لم يعرف في تاريخه القبول بهدنة، فقد كان في السابق يبادر بالاعتداء ويفرض على خصومه الهدنة، ثم يعود في اليوم التالي لنقضها. لذلك فإن إعلانه الحالي بقبول الهدنة يعد أكبر دليل على انهيار قواته، ورغبته في إيجاد مخرج آمن من المأزق الذي وضع نفسه فيه، فقد تأكد فعليا تحت وطأة عقاب طائرات التحالف أن الهجوم على نجران وجازان لم يكن مزحة، إنما جرأة غير محمودة عليه أن يدفع تكاليفها. وتابع بالقول "المتمرد الحوثي ينهار في جميع جبهات القتال، نتيجة لاستنفاد قواه، ففي تعز بات وضع المقاومة أفضل بكثير وتمكننا من طرد الميليشيات المعتدية خارج المدينة ولا وجود لأي انقلابيين في وسطها عدا بعض الجيوب الصغيرة الموجودة في الأطراف التي تعمل المقاومة جاهدة على تطهيرها وإعلان خلوها من التمرد، ويمكن القول إن 90% من المدينة باتت في أيدي المقاومة الشعبية".