يتوجه أبناؤنا طلاب المراحل التعليمية خلال الأسبوعين المقبلين إلى كراسي الاختبار لقياس أداء تحصيلهم العلمي والعملي ومدى ثبات نجاح رحلة التعليم التي تشمل التعليم العام والجامعي وسط اهتمام الأسرة وتهيئة الأجواء للتحصيل النهائي وتقديم نتيجة مشرفة يحصل عليها المجتهدون.
اليوم وقد تغيرت طبيعة الامتحانات وسيرها في أكثر مراحل التعليم وخصوصا الجامعات، وتغيرت معه نفوس الأبناء قربا وبعدا عن المناهج، نحن مطالبون بأن نعيش نفس الدور الذي يحدث معه التغيير، لكن ليس على حساب التحصيل العلمي، وهو الأهم من قيام التربية والتعليم وتوجيه المجتمع إلى الاستفادة من مخرجاته، وهذا يحصل بتغير النظرة العامة للمناهج وسلوكيات المعلمين، واهتمام الإدارة المدرسية بتكييف الأجواء المريحة لنجاح العملية التعليمية.
ولعل من أوائل هذا التغير هو دمج مراحل التعليم إلى وزارة واحدة تعني بالتعليم في كل مستوياته العام والعالي.
وهذا بالتأكيد سيتزامن معه تغير في بعض المناهج والأدوات ودخول التقنية المعلوماتية بشكل أكبر مما هي عليه، وتخفيف الأعباء عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، كلٌّ في مجاله وتخصصه.
فالأدوات تحتاج منا إلى ضبط إيقاعها، وهل هي مناسبة لعقول الطلاب، وهل جهاز الحاسب يغني عن المقرر الورقي، وهل مناهجها أصبحت جاهزة عبر التقنية، كما هو موجود في بعض الدول حتى تخفف من أعباء حمل الورق، والذي يعرفه الأطفال اليوم كان بعيدا عن متناول الكبار قبل عشرات السنين، والمعلومة التي كان الوقت يمضي حتى نحصل عليها، أصبحت في بؤبؤ العين وتحت المجهر وفي الكف تقلبها ذات اليمين وذات الشمال، وأصبحت الخرائط عبر الأجهزة الكمبيوترية لا تأخذ وقتا..
إلا وينعكس هذا على جودة التعليم وسرعة المعقول من خلالها بالتأكيد هذا الأمر سيكون له نتائج محققة وعالية إن فُهمت وأدارتها عقول الجيل الجديد، وهذا ما ستشهده الأيام المقبلة.
بقيت رسالة إلى الأسرة ودورها في ليالي الامتحان.. أبناؤكم يعيشون حصاد عام كامل، يتطلب منا تهيئة جو مريح للمراجعة والراحة واستذكار المعلومة ثم مراقبة.. أسوار المعاهد والمدارس من المرتزقة عمال غسيل الأموال والمخدرات وجر الشباب إلى الهاوية لا قدر الله.. نعم ينشط مع الأسف سوق الترويج ولهذا عواقب وخيمة إن لم ينتبه الآباء والأمهات ومن بيده السلطة من الهيئة التعليمية، كلّ في موقعه.
الأْبناء أمانة في الأعناق.. ومن الأمانة تهيئة الظروف المناسبة للمذاكرة والقرب منهم خلال أسبوعي الامتحانات.. مع تقديري لتغير مرحلة التفكير ومرحلة التحصيل العلمي عن ذي قبل، وكلنا نعرف كيف كان الطلاب يذاكرون شهرا وشهرين أما اليوم التحصيل سهل مناوله.
لكل طالب حريص على النجاح والبرامج التربوية تتجدد والأساليب تنوع وعلى الأسرة في المنزل الصعود إلى عقول الأبناء المتجددة وفهم غاياتهم، حتى وإن كان في زحام مشاغل الحياة، فالمسؤولية أمانة تجاه أبنائنا في كل الميادين، خصوصا في أيام الامتحانات.
أمنياتي للطلبة والطالبات بختام عام فيه النجاح والتوفيق للجميع.