لم يتوقف المتمردون الحوثيون عن انتهاك الهدنة الإنسانية التي قررتها المملكة لتسريع دعم المدنيين وإيصال مواد الإغاثة والإمدادات الطبية لهم في مختلف مدن اليمن، حيث قصفوا المناطق السكنية في عدن وتعز بالدبابات والقذائف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، غالبيتهم من الأطفال.

ففي تعز، ارتكبت ميليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مجزرة راح ضحيتها 15 قتيلاً وأصيب نحو 100 آخرين، وأفاد مصدر طبي أن الضحايا سقطوا بقصف مدفعي على الأحياء السكنية في المدينة.

وفي اشتباكات أخرى في المدينة نفسها، قتل عشرات المدنيين بينهم أطفال في قصف عنيف شنه اللواء 22 مدرع الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على أحياء حوض الأشراف والشماسي والثورة. وأشارت مصادر طبية إلى أن تسعة مدنيين - بينهم ثلاثة أطفال- استشهدوا نتيجة للقصف. كما تحدث شهود عن تعرض مستشفى الثورة العام لخمس قذائف مدفعية استهدفت أقسام الحروق والكلى والأطفال والأطراف والمختبر. كما اندلعت اشتباكات مماثلة في منطقتي البعرارة والزنقل.

وعلى الفور رد الثوار على تلك التجاوزات ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع المتمردين في مناطق حوض الأشراف والشماسي وجبل صبر بتعز، أسفرت عن مصرع 36 متمرداً وإصابة عشرات آخرين بجراح. كما سيطر مقاتلو المقاومة الشعبية على منطقة "ذي مرين" عقب مواجهات أدت إلى سقوط 18 حوثياً، واعتقال اثنان من قناصة القوات المهاجمة ودُمرت مدرعتان لها في هذه المنطقة.

وكان المتمردون قد استهدفوا عصر أمس مديرية القاهرة، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفل وفتاة لم تتجاوز الثانية عشرة من العمر وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح مختلفة. كما استهدف حي التحرير الأسفل والروضة وعصيفرة والمفتش وأسفر القصف عن سقوط أربعة قتلى، بينهم طفلة فصل رأسها عن جسدها وإصابة اثنين آخرين بجروح مختلفة.

أما في الضالع، شمال غرب عدن، فقد قتل من مسلحي الحوثي وصالح لقوا مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون في كمين نصبته المقاومة الشعبية لعربة عسكرية بمفرق الوعرة.

وعلى صعيد محافظة شبوة، شرقي عدن، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط المتمردين، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن ‏المقاومة الشعبية استعادت وادي بلحارث ومركز مديرية عسيلان بشبوة بعد مواجهات عنيفة مع قوات الحوثي وقوات صالح على مدار اليومين الماضيين.

وفي محافظة البيضاء، سقط قتلى وجرحى من الانقلابيين في هجمات متتالية للمقاومة الشعبية على مسلحي الحوثي وقالت مصادر داخل المقاومة الشعبية إنها تمكنت من إفشال مخطط للمتمردين للتقدم واستغلال فرصة توقف القتال نتيجة للهدنة الإنسانية، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بينها وبين المتمردين، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وكانت قيادة التحالف قد أصدرت بياناً أوضحت فيه أن الميليشيات الحوثية استمرت في خرق الهدنة. وحذر البيان من أن قيادة التحالف ستتخذ الإجراءات المناسبة لردع هذه الخروقات. كما أعلن وزير الخارجية، عادل الجبير في كامب ديفيد أن الرياض ما زالت تلتزم ضبط النفس، مطالبا بأن يحترم المتمردون الحوثيون بنود وقف إطلاق النار، وأن يضعوا حدا لسلوكهم العدائي إذا ما أرادوا للهدنة أن تستمر. وبدوره، أعلن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في ختام زيارته الأولى إلى صنعاء أنه شديد القلق على الانتهاكات الجارية للهدنة، مناشداً الجميع بإيقاف العمليات العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية.