حوار فكري مميز للوقاية من الإرهاب والفكر الضال، هذا المشهد كان حاضرا في المجلس الأسبوعي لأمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، بعد أن أطلق مساء أول من أمس حملة إمارة القصيم "معا ضد الإرهاب والفكر الضال"، التي تهدف إلى صناعة الإطار التوعوي الوطني للجهات الحكومية والخيرية والخاصة بالمنطقة تجاه محاربة الإرهاب.

وأكد أمير القصيم أهمية تكاتف الجهات الحكومية والأهلية للوقوف صفا واحدا لمكافحة الإرهاب، قائلا "لا نزال متقاعسين عن المشاركة الحقيقية لمكافحة الإرهاب والفكر الضال وتركنا مبدأ الوقاية، وركنا إلى مبدأ العلاج، وهذا ليس منهجا صحيحا"، مبينا أن أدوار بعض الجهات في هذا الجانب لم ترتق إلى المستوى الوطني لمحاربة هذه الأفكار التي لا تزال تعشعش في رؤوس البعض، ونتج عنها التكفير والتفجير، واستهداف مقدرات الوطن ورجال الأمن وسفك الدماء. ولفت إلى أن آفة الإرهاب توشك أن تبتلع الأخضر واليابس وتفتك بالمجتمع، ما لم يتم البدء بالعمل كفريق واحد بإخلاص بعيدا عن الرمادية، وكأننا لسنا معنيين بما ينتظرنا وينتظر أبناءنا وأسرنا من هذه الأفكار الضالة. وشدد الأمير فيصل بن مشعل على أن للبيت دورا مهما وأساسيا لمراقبة الأبناء ومتابعتهم واستخدامهم للتقنية وتأثر أفكارهم وسلوكهم بها، مؤكدا أننا أمة واحدة منهجها الكتاب والسنة لا طائفية ولا حزبية ولا تصنيف بيننا لجهة من دون أخرى، لمحاربة آفة الإرهاب والحفاظ على مقدسات الوطن ومكتسباته وأمنه. وأشار إلى أهمية تحصين الشباب من الغزو الثقافي المؤثر لأفكار الشباب، وعد ذلك مطلبا أساسيا لا يقتصر على الشباب فقط، بل يشمل جميع أفراد الأسرة، مبينا أن للمعلمين والمحاضرين في الجامعات دورا كبيرا في محاربة الإرهاب، وكذلك المناهج التعليمية والدعاة الذي يثق الناس في توجيهاتهم، داعيا إلى التحذير من التغرير بالشباب وتصحيح مسارهم والقيام بدور إيجابي، وأن يكون الجميع عيونا وآذانا للدولة فيما يخدم استتباب الأمن واستقراره. وأكد أمير القصيم أن وسائل التواصل الاجتماعي من أخطر المؤثرات في المجتمعات في هذه المرحلة، لا سيما على عقول الشباب بإدارة خارجية من أعداء الوطن، مشيرا إلى أن المعرفات على تويتر أو البرامج الأخرى لا تقل خطرا عما ينشر في تلك الشبكات. وقال "آلاف من المعرفات تدار من دول معادية للمملكة، وتؤثر على الشباب والمجتمع لترويج الإشاعات المغرضة وضررها كبير في تلقي الفتوى والأحكام الشرعية لكثير من الشباب من غير الموثوق بهم وبفتاواهم". وأوضح أن الحملة نتاج المواقف الوطنية لترجمة الغيرة على الدين والقيادة والوطن وهي برنامج مفتوح لكل مشاركة أو اقتراح من جهات عدة، وستستمر وليس لها توقيت محدد لأن أمن الوطن والمخاطر التي تحدق به ليس لها توقيت محدد.