بخجل شديد وباستحياء أشد نقلت وسائل الإعلام المختلفة خبر مشاركة 18 طالبا وطالبة سعودية في مسابقة "إنتل آيسيف" الدولية في مجال العلوم والهندسة، وسط منافسة أكثر من 75 دولة من خمس قارات، وهي المسابقة التي تقام حاليا في الولايات المتحدة الأميركية.

أخبار مشاركة الفريق السعودي ما كانت في ظني ستصل إلى وسائل الإعلام التي نشرتها لولا الإعلان عنها من قبل بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعية، والذين كان لهم الصوت الأعلى في مواكبة هذا الحدث ونشر نبذة عن تاريخ المسابقة وتغطيتها بالصوت والصورة.

كل ما سبق لم تتطرق إليه وسائل الإعلام الأخرى، ولم تنشر أي خبر من قريب أو بعيد لهذه المشاركة التي نسأل الله لها نوما هنيئا وأحلاما سعيدة، وأن تعيد النظر في جدول أولويات النشر لديها، أو على الأقل أن تستغني عن طريقة القص واللصق فيها!

الفريق السعودي الذي ضم 18 طالبا وطالبة يقدم حاليا 17 بحثا علميا في عدد من المجالات المتخصصة، تتصدرها أبحاث العلوم الطبية، تليها الأبحاث البيولوجية والفيزيائية، إضافة إلى أفكار تربط السلوك الاجتماعي بالعلوم التطبيقية، ولك عزيزي القارئ الكريم أن تعلم أن السعودية وخلال مشاركاتها في الفعالية ذاتها في أعوام سابقة، كانت قد ربحت مراكز متقدمة، إذ حققت المركز الثالث في إحدى المشاركات، إلا أن ذلك كله لم يكن كافيا لأن تصبح خبرا مهما في وسائل الإعلام المختلفة التي خصصت إحداها أكثر من ربع صفحة لنشر التفاصيل الدقيقة لعملية التجميل الجديدة لإحدى الممثلاث، فيما تفرغت أخرى لنقل كواليس وخفايا عملية سطو مسلحة على بنك مركزي في غرب الصين!

لسفرائنا في "إنتل آيسيف"، رغم كل شيء نحن فخورون بكم، دعواتنا لكم بالتوفيق والنجاح، أما للمسؤولين ووسائل الإعلام فالفريق السعودي سيعود بعد خمسة أيام، استقبلوهم استقبال الأبطال، عاملوهم كما لو كانوا فريق كرة قدم حقق ميدالية ذهبية!