يعتقد البعض أن ممارسات إيران واستفزازها لحِلم الحليم حدث من فترة قريبة، لكن ذلك للأسف غير صحيح. فإيران ومنذ زمن بعيد تستعدي بل وتصنع عداوتها بيدها وتخترق كل الأنظمة والأعراف، وتبيح لنفسها استغلال الظروف لمحاولة زعزعة أمن بلادنا، ولو عدنا بالذاكرة للثالث من شهر ذي الحجة عام 1406 لأدركنا قدم تلك الممارسات الاستفزازية. وبالمناسبة كنت حينها طالبا أستمع للأخبار بذهول اكتشاف سلطات الأمن السعودية عددا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة وهم يخبئون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم C4، وخلال تفتيش رجال الجمارك لعدد 95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كجم من هذه المادة، وهو ما كان سيمثل كارثة كبرى لو لم تشأ إرادة الله وتنكشف ألاعيبهم الدنيئة باستغلالهم لفريضة وشعائر الحج للقيام بفعلة خسيسة كانت ستؤدي لقتل الآلاف من الضحايا لولا ستر ربي. وكانت فطرتي الغضة تستنكر ما فعله الحجاج الإيرانيون من مظاهرات عارمة أثناء موسم الحج، متسلحين بالسكاكين والعصي، لسد الطرقات وإحراق السيارات، والاعتداء على رجال الأمن، ومحاولة اقتحام الحرم ورفع صور الخميني وشعارات الثورة الإيرانية! رحلة الخطوط الجوية الإيرانية التي تحمل الرقم 3169 رحلة لم تكن عابرة بل كانت رحلة إرهاب خفي، أريد من خلالها تشويه صورة المملكة والتشويش على قدرتها في تنظيم أكبر حشد عالمي يضم أطياف البشر على صعيد واحد، ومع ذلك باءت ولله الحمد محاولتهم بالفشل، واليوم وقد زاد عُمري منذ ذلك الحين 30 عاما ما زلت أقول إن إيران وأتباعها لم تع الدرس وما زالت تمارس نفس الخطأ والتجني مع اختلاف الطريقة والأسلوب عبر 3 عقود كاملة، وهو ما يجعل المملكة وغيرها من الحلفاء يضربون بيد من حديد على كل من يحاول أو يناور بخباثة المسيء ليزرع الفتن في بلادنا، لأن "عاصفة الحزم" كتبت التاريخ، ومن يكتب التاريخ مرة يسهل عليه استرجاع تاريخ العدو، وتذكيره بأنه ومن عشرات السنين بات منظره يثير الشفقة، وعلى هذا العدو أن يعتبر.. وكفى.