تستهويني لغة الأرقام.. الأرقام تقطع قول كل خطيب.. إنها لغة العصر القادرة على التأثير والإقناع.

من أبرز الأرقام التي تداولها الناس خلال اليومين الماضيين حجم الإنفاق الهائل للسائح السعودي خارج بلده!

يقول النص الطائر -لأنه طار في كل الاتجاهات- 4,5 ملايين سعودي ينفقون 80 مليار ريال على السياحة سنويا في أنحاء العالم، مما جعلهم الأعلى إنفاقا على مستوى العالم!

مجددا، هذا يؤكد أن السعودي هو الرقم الصعب في معادلة السياحة الخليجية والعربية.. والآن العالمية!

نحن نتحدث عن شعب يتعاطى مع السفر كثقافة، لا كحاجة فقط. الثقافة مستمرة غالبا، والحاجة منتفية. ألا تلاحظ بين فترة وأخرى كيف أن العديد من الهيئات السياحية العربية وغيرها أصبحت تستهدفك بإعلاناتها في بلدك وقنواتك لإقناعك بالسفر تجاه دولها!

خلاصة مقال اليوم أوجهها إلى سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان.. الرجل الذي ظل يكافح على مدى سنوات، ويواجه الصعاب لصنع بيئة سياحية محلية جاذبة.

يا أمير، قومك يعشقون السفر، ولا جدوى من إقناعهم بما لا يرغبون. وهذه الأيام بدأت استعدادات كثير منهم مبكرا لترتيب رحلاتهم، لذلك ليتكم تخصصون جزءا من جهودكم لرعاية مصالح هؤلاء السياح في الخارج، خاصة بعض الدول العربية، تلك التي تتعامل مع السائح السعودي بشكل غير قانوني، أو قل: لا أخلاقي.

قلت هنا قبل أشهر -يا سمو الأمير- وما زلت أؤكد أن لدينا مخزونا بشريا هائلا قادرا على إحداث الفرق التنموي في الموارد السياحية لكثير من الدول العربية.. لدينا تدفق سياح غير طبيعي.. ندرك ذلك جيدا.. لكن يجب أن يدرك الآخرون ذلك، فلا يتجاهلون الدور الكبير لهذا الرقم الصعب الذي يضخ سنويا مئات الملايين من الدولارات في موازناتهم العامة.

السائح السعودي يا سمو الأمير يتم التعامل معه في بعض الدول العربية كصيد ثمين.. افعلوا شيئا لأجلنا.

نحن لا نريدهم أن يعاملونا كمواطني بلدانهم.. فقط نريدهم أن يعاملونا كالسائح الروسي أو الكيني أو الصيني!