نصب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه حبرا أو قسا أو شيخا، فقال أمام أعضاء الكنيست: إن القدس غير مذكورة في القرآن. وإنها ذكرت عشرات المرات في التوراة ولم تذكر لمرة واحدة في القرآن. وطالما أن الشيخ نتنياهو قرأ وتبحر إلى هذا الحد فلنتفاهم معه من منطلق القرآن الذي استشهد به في عدم ذكره للقدس.

والحق أن القرآن فضلا عن الإنجيل والتوراة نفسها وصف نتنياهو ومن مثله بأوصاف منها الذل "ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، ومنها الفساد والإفساد في الأرض، قال تعالى" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين، ولتعلون علوا كبيرا"، وقال جل شأنه: "كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين"، بل إن القرآن الكريم الذي استشهد به نتنياهو قال على لسان موسى: "كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين".

وهناك آيات بينات أخرى تتحدث عن صفات متعددة لجماعة نتنياهو منها خيانة العهد، ومنها جحود الأنبياء، ومنها البغضاء، ومنها العداوة للبشر أجمعين.

والحاصل أننا صبرنا ورضينا بكل تصرفات وبذاءات جماعة نتنياهو، وقلنا: إننا لا نعادي الأديان ونحترمها ونجلها، بل ونحترم أهلها أجمعين، كما أننا عملنا ومازلنا نعمل على النأي بالإسلام والقرآن عن جرائم نتنياهو وجماعته، وقلنا: إن الخلاف سياسي أو استعماري، وإننا سنأخذ حقنا بالسلام. بل إننا نقيّنا مناهج التعليم في بلادنا المسلمة من كل ما يمس اليهود وكأن اليهود بلا مجرمين وبلا متطرفين وبلا إرهابيين. فعلنا كل ذلك وجلسنا نستعطف نتنياهو لكي يعيد لنا المسجد الأقصى فخرج علينا بفتواه الأخيرة: القدس لم تذكر في القرآن! ويا هوان الهوان.