دفعت حادثة التفجير الإرهابي التي شهدها أحد مساجد بلدة القديح في محافظة القطيف الجمعة الماضي، وراح ضحيتها نحو 21 شخصا و88 مصابا، الرسام أحمد زهير لرسم لوحة تنبذ الطائفية على جدار المقبرة التي احتضنت شهداء التفجير.

وأوضح زهير لـ"الوطن" أنه عند خروجه أول من أمس من مدرسته بجدة التي يعمل فيها معلما للغة الإنجليزية، اطلع على مقطع فيديو أرسل له عن طريق الواتساب يظهر آثار الانفجار الذي وقع بمسجد القديح ولفت انتباه مجموعة من الأشخاص يتهجمون على أحد المشايخ، الأمر الذي دفعه للتوجه إلى المنطقة الشرقية، إذ استقبله الفنان حسين الإسماعيل وأوصله إلى بلدة القديح. وأضاف زهير: قابلت عددا من أهالي البلدة وبينت لهم بأنني أتيت من جدة لكي أقدم لهم هدية بسيطة تُعبّر عن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأننا أبناء وطن واحد ولا يفرقنا أحد، ورسمت لوحة على المقبرة التي احتضنت شهداء الحادث، مؤكدا أن أهداف المغرضين والحاقدين باءت بالفشل ولله الحمد، حيث كان هدفهم إحداث شرخ بين أبناء هذا الوطن، لكن خابت مساعيهم وحدث ما لم يتوقعوه وهي اللحمة الوطنية الصادقة. وعن أكثر ما لفت انتباهه بالقديح ذكر بأنها الملصقات التي وضعت لنبذ الطائفية وهو ما عزز الدور الذي أتى من أجله فاختار القرآن الكريم أساسا لرسمته ووضع يدين ممسكة به تتضمن الآية القرانية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، أنسب ما يُقال في هذا الموقف.

وذكر أحمد بأنه وضع هاشتاق #لا_للطائفية أعلى الرسمة لأنها الأنسب على حد تعبيره، خصوصا في هذه الأيام، وكذلك نظرا لدور وسائل التواصل الاجتماعي في توعية وتنوير المجتمع بالكلام الهادف والبناء.

وعن الوقت المستغرق في الرسمة، بين أنه استغرق ساعة كاملة في رسمته نظرا لارتفاع المكان وهو أعلى سور المقبرة كي تكون لافتة للانتباه لمن يمر بجوارها، مشيرا إلى أنه طلب منه أحد الموجودين وقت وقوفه وهو يرسم بأن يكتب عبارة "أخوكم من أهل السنة"، تحت اسمه، عرفانا له بذلك.