سأبدأ بالقول، إنه من الواجب على قيادات وزارة التعليم أن تكون في مقدمة مستقبلي طلابنا الأفذاذ الذين حققوا قبل أيام عددا من المراكز المتقدمة في مسابقة إنتل آيسيفت 2015 في أميركا، والتي تعنى بالعلوم والهندسة، وذلك على غرار استقبال القيادات الرياضية للرياضيين الذين يحققون بطولات خارجية، فذلك سيكون بمثابة تقدير إضافي يقدمه الوطن لهم، بعد أن قام بتأهيلهم ودعمهم في مشوارهم التنافسي الصعب.

وقد سبقني كثير من المهتمين بشأن التعليم في المملكة بالمطالبة بأن يكون يوم وصولهم -هذا اليوم الإثنين- موعدا لاستقبال جماهيري يليق بهؤلاء الأبطال الذين رفعوا علم بلادنا في المحافل الدولية، وأثبتوا للعالم ولجميع المتشككين أن هذه الأرض قادرة على إنجاب علماء تجريبيين وليس فقط علماء تنظيريين.

وفي عجالة أود أن أقول لأبطالنا عبدالعزيز الشهراني وريفال وريناد بوقس ولولوة الشيحة ونورة الفداغ وعبدالجبار الحمود وماريا الكردي، أن ما قمتم به يتجاوز إنجازكم الشخصي، فهو تذكير بأن أبناء هذا الوطن يستطيعون إحداث الفرق في مجالات العلوم المعقدة، وأن تعليمنا الذي طالما واجه نقدا في الماضي قادر اليوم على تأهيل العقول الشابة بشكل يجعلها أكثر نفعا للمجتمع علميا واقتصاديا، وأن ما تعيشونه اليوم ليس إلا البداية في رحلة طويلة ربما ستواجهون فيها كثيرا من النقد العلمي والتحديات الاجتماعية والاقتصادية، ولكن في الوقت ذاته تذكروا أن عالما من الفرص والنجاحات في انتظاركم إذا ما استمررتم على منوالكم. كل ما عليكم القيام به هو أن تؤمنوا بأنفسكم وتستمروا في تحدي الظروف الصعبة والمعوقات الاجتماعية، ومن يدري فقد يكتشف أحدكم يوما ما "نظرية كل شيء" العصية على علماء الشرق والغرب.

لا شك في أن هذا النجاح الطلابي يعد فرصة ذهبية كبيرة لوزارة التعليم من ناحية العلاقات العامة، فهي فرصة مواتية لتنظيم ما يعرف بالعرض المتنقل، إذ يزور هؤلاء الطلاب عددا مختارا من المدارس حول المملكة لعرض تجربتهم، بحيث يمكن أن يكون ذلك المحفز المنتظر لأبطال كثر ما زالوا يختبؤن خلف أبواب المدارس وغرف البيوت، شعورا منهم بانعدام الفرص واستحالة حقيق الإنجاز.

أعرف أن معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل رجل غير تقليدي في أسلوب إدارته، وله من القدرات في إحداث الفروقات لتحقيق النجاح تجربة طويلة، فقد عملت معه لسنوات عدة وأعلم أن ما حققه هؤلاء الطلاب ليس بالأمر الذي يمكن لمعاليه تجاهله أو التعامل معه فقط عبر تقديم مكافأة مالية وخطاب شكر.. فهل يكون معالي الوزير في مقدمة المستقبلين؟ أتمنى ذلك.