لم يمض سوى يومين على الهزيمة النكراء التي تلقتها مليشيات المتمردين الحوثيين وحلفائهم أتباع المخلوع علي عبدالله صالح، على أيدي عناصر المقاومة في الضالع وتحريرها من دنسهم، حتى بدأت تلك الميليشيات المتمردة تستجمع قواها، لمحاولة احتلال المدينة من جديد.

وأكد القيادي في المقاومة الشعبية، العميد عيدروس الزبيدي أنهم رصدوا تحركات أمنية وعسكرية، تتمثل في بدء تجمع حشود عسكرية موالية للمتمردين في مديرية "قعطبة"، التي تبعد عن المركز الإداري لمحافظة الضالع نحو 25 كيلو مترا. مضيفاً أن نحو 40 طقما عسكريا محملا بالأسلحة والمقاتلين قدمت من محافظة إب وسط اليمن. بالإضافة إلى وصول طلائع من اللواء 26 حرس جمهوري، الموالي للتمرد من جهة محافظة البيضاء. كما تم رصد قيام ثمانية أطقم عسكرية باختراق منطقة "سناح"، حيث حاولت السيطرة على مبنى السلطة المحلية للمحافظة في المدينة، وتحويله إلى ثكنة عسكرية، رغم تعرضه للقصف من قبل طائرات التحالف. ومدينة "سناح" هي منطقة حدودية فاصلة بين شمال اليمن وجنوبه، وكانت منفذا رسميا بين الشطرين قبل قيام الوحدة اليمنية عام 1990.

من جانبه، يقول الصحفي ناصر الشعيبي، وهو من أبناء الضالع إن طائرات التحالف نفذت ضربات جوية دمرت خلالها نحو 15 طقماً عسكرياً تابعاً للحوثيين، وقتلت العشرات منهم، إلا أن المزيد من التعزيزات والإمدادات العسكرية لا تزال تصل إلى الحوثيين عبر مديرية قُعطبة، التي باتت منطقة حاضنة للمتمردين الذين يتخذونها بوابة لدخول الضالع. كما قتل ثلاثة من عناصر الميليشيات كانوا يحاولون الاختباء داخل إحدى بنايات الأمن العام بالمدينة.

وأضاف الشعيبي في تصريحات إلى "الوطن" أن مواجهات عنيفة خاضتها المقاومة ليلة أول من أمس مع بعض بقايا المليشيات الحوثية التي كانت لا تزال تتحصن بمواقع الريدة، ونادي النصر، وساحة الشهداء، ومدرسة هائل سعيد. قبل أن تنتهي بسيطرة المقاومة على كل تلك المواقع، حيث غنمت المزيد من الأسلحة، والذخائر، والدبابات، ومضادات الطيران. وتطهير البنك المركزي بالمدينة، لتكون المقاومة قد بسطت يدها على نحو أربعة معسكرات و13 موقعاً عسكرياً بالمدينة.

وأضاف الشعيبي أن عدداً كبيراً من عناصر الميليشيات الحوثية التي تم أسرها في الضالع، هم عبارة عن أطفال قُصر لا يتجاوزون سن الخامسة عشرة. وأن كثيراً منهم تم التغرير بهم وإفهامهم أن ما يقومون به هو للدفاع عن الدين والإسلام من خطر الدواعش والتكفيريين.

إلى ذلك كشفت مصادر طبية عاملة بالمدينة أنه تم العثور على 52 جثة للمتمردين الحوثيين، وأن بعض القتلى كانوا يرتدون ملابس خاصة بالحرس الجمهوري الذي كان يقوده أحمد صالح، نجل الرئيس المخلوع. وأنه تم إبلاغ لجنة الصليب الأحمر لانتشالها، خصوصاً أن بعضها قد بدأت بالتحلل والتعفن. وأن هنالك الكثير من الجثث لا تزال منتشرة في الشوارع والجبال. مشيرة إلى أنه تم دفن نحو 25 جثة أخرى في مقبرة جماعية تطل على الخط العام الواصل بين الضالع ومدينة قعطبة الشمالية. محذرة في ذات الوقت من أن التأخر في انتشال تلك الجثث قد يؤدي إلى ظهور أمراض وأوبئة خطيرة للغاية.

وفيما يتعلق بخسائر المقاومة والمدنيين، أكدت المصادر الطبية أن ضحايا المعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين، بلغت 26 شهيداً وأكثر من 70 جريحاً. لتصل الإحصاءات الموثقة لدى الجهات الطبية في المدينة منذ 24 مارس الماضي إلى 140 شهيداً وأكثر من 400 جريح. مؤكدة أن هنالك حالات أخرى لم يتم كشفها أو تسجيلها في مستشفيات المدينة.