كشفت منظمة يونيسيف أن الفقر وتدني مستوى دخل الأسر هما السبب الرئيس في تزايد عمليات تجنيد الأطفال في صفوف جماعة الحوثيين، مشيرة إلى أن الأوضاع الحالية في اليمن وتدني فرص الحصول على عمل ، لا سيما في ظل تزايد أعمال القتال، وتوقف معظم المؤسسات التجارية والمصانع والشركات عن مزاولة أعمالها، هي السبب الرئيس في موافقة بعض الأسر – مرغمة – على تجنيد أطفالها ضمن الجماعة الإرهابية.

وقال المتحدث الرسمي باسم فرع المنظمة في اليمن محمد الأسعدي في تصريحات صحفية "هناك زيادة بمقدار 47% في معدل تجنيد واستخدام الأطفال في اليمن خلال عام 2014، مقارنة بالأعوام السابقة، وتتضاعف هذه النسبة مع الصراع الدائر، كما أن هناك أطفالا نشاهدهم على عربات عسكرية أو مدنية، يحملون السلاح أو يكونون في وضع قتالي، أو يتمركزون في نقاط التفتيش داخل المدن أو عند مخارجها".

وعن الأطفال القتلى في النزاعات المسلحة أكد الأسعدي أن عددهم "ربما يكون أكبر من المعلن، نظرا لتعدد جبهات المواجهات المسلحة. ففي الشهرين الأخيرين قتل 77 طفلا وأصيب 44 آخرون. وهذا الرقم متواضع لأننا لا نعلن إلا ما يتم التأكد منه وتوثيقه في قاعدة بيانات".وأشار الأسعدي إلى أن الفقر والرغبة في الحصول على مصدر دخل تعول به الأسر أفرادها، هو السبب الرئيس لهذا التزايد، ومضى بالقول "بعض المجندين يعدّ التجنيد مصدر دخل يعول به أسرته، وتحديد المرتب يعتمد على الجهة، وفي الجماعات المسلحة، فمن الطبيعي ألا يكون هناك راتب منتظم والأمر متروك لتقدير رئيس الجماعة".

مشيرا إلى أنه مع زيادة معدلات الفقر في اليمن بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، يضطر كثير من العائلات إلى إلحاق أطفالها بالأعمال المسلحة حتى يساعدوهم في تدبير لقمة العيش، خاصة أن عدد أفراد بعض الأسر يصل إلى 15 شخصا.

بدوره، قال رئيس منظمة سياج للطفولة، أحمد القرشي، "تجنيد وإشراك الأطفال في النزاعات المسلحة يعدّان من المشكلات الكبيرة في اليمن، وهذه المشاركة تستمد، إضافة إلى الأسباب الاقتصادية، من الثقافة القبلية والاجتماعية التي ترى في حمل السلاح والتجنيد والدفاع عن القبيلة وشرف القبيلة فضيلة وواجبا أيضا".

وكشف القرشي أنهم في منظمة سياج أجروا دراسة عام 2010 بالتعاون والشراكة مع مكتب اليونيسيف في اليمن، عن الأطفال المقاتلين في محافظة صعدة شمال اليمن، معقل الحوثيين، ووجدوا أن 50% من عناصر الجيش والميليشيا الحوثية هم دون سن الثامنة عشرة. مضيفا أن مفهوم التجنيد أوسع من حمل السلاح والقتال، ويشير إلى كثير من الخدمات والأعمال المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعمليات القتالية التي تعدّ تجنيدا بما في ذلك جمع المعلومات وقيادة السيارات. ويخلص القرشي إلى أن النسب الأعلى من تجنيد الأطفال تتمركز في المناطق الجبلية كمنطقة جبل سمارة بمحافظة أب وسط اليمن، ومحافظات صعدة وحجة شمال البلاد، ومحافظتي مأرب والجوف الصحراويتين.