المشهد في "تويتر" بات لا يطاق في كل قضية تطرح أو أزمة عابرة تمر، حيث تشبع بالمزيد من الغث والقليل من الفائدة وفي نهاية المطاف انقسامات واتجاهات، عنوانها نحن هنا والأفضل رأيا وحكمة ودراية ببواطن الأمور.

الرابط بين مختلف القضايا التي تطرح في منصة "تويتر" هي وسائل الإعلام أو المنتمون لها، الأولى يُفندُ طرحها إذا لم يكن مقبولا اجتماعيا حتى يبلغ ذروته تصعيدا وأحيان أخرى تنتهي الأمور وكأنها لم تكن، أما الإعلاميون فالكثير منهم لم يفرق بين طبيعة عمله والتخصصات الأخرى، فهو يحق له أن يستضيف المتخصصين ويكون "تويتر" وسيلة للنشر والانتشار، لا أن يكون هو المحلل السياسي والرياضي والاقتصادي والناقد الفني.

ربما يكون هناك أشخاص آخرون من غير الإعلاميين يؤججون ويفتحون الأبواب والنوافذ للهواء الملوث ويسعون للفتنة، ولكن ما هي أرقى الحلول لمواجهتها، هل بالتصدي فرديا أو حزبيا أو حقوقيا؟ في الأخيرة تكمن المسؤولية الذاتية أولا والوطنية والمجتمعية بعدها، لأن عكس ذلك هو المزيد من الانقسامات والاحتقانات المقيتة.

على وسائل الإعلام أن تعي حقا الظرف الذي تمر به المنطقة، وأن تتناوله بما يحقق المزيد من الاستقرار وتجاوز الأزمة، وعليها في الوقت ذاته أن تضع استراتيجية لها ولطاقمها عند التعامل مع المنصات الاجتماعية إلى حين إقرار وثيقة واضحة من جهة رسمية تحدد المسار العملي في هذه المنصات.