كشفت دراسة ميدانية أجراها باحث تربوي وشارك بها في مؤتمر التميز في تعليم وتعلم العلوم والرياضيات الأول "توجه العلوم والتقنية والرياضيات والهندسة (STEM)، الذي عقد أخيرا بمركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات بجامعة الملك سعود، وجود انقطاع في تدريس بعض المفاهيم في مادة العلوم (الأحياء)، وهذا الانقطاع من الأسباب المؤثرة في تأخر تحصيل الطلاب السعوديين في مادة العلوم.

وتوصل الباحث ظافر القرني المشرف التربوي لمادة الأحياء بتعليم تبوك وزميله خالد السحلي - مساعد باحث - في الدراسة الميدانية التي أجراها على عينة من الطلاب إلى ضرورة إعادة النظر في تصميم مناهج العلوم (الأحياء) واعتماد المنهج الحلزوني الذي يحقق اتصال المفاهيم ببعضها بعضا لمواضيع المادة طوال المراحل الثلاث.

وهدفت الدراسة إلى تحليل محتوى كتب الأحياء للمرحلتين الثانوية والمتوسطة للكشف عن فترات الانقطاع في عرض المفاهيم المتعلقة بالجهاز الهضمي والغدد الصم والتغذية، ودراسة أثر تقديم ملخص لهذه المفاهيم قبل عملية تدريسها في الصف الثاني الثانوي كعلاج للمتطلبات السابقة قبل البدء بتدريس المفاهيم الجديدة.

وتتبع الباحث عرض هذه المفاهيم منذ الصف الأول متوسط وحتى الصف الثاني ثانوي، وتطبيق الدراسة بطريقة على عينة عشوائية من طلاب المرحلة الثانوية تم تقسيمها إلى مجموعتين ضابطة وتجريبية وتطبيق اختبار تحصيلي استخدم كاختبار قبلي وبعدي للمجموعتين.

وأظهرت نتائج الدراسة أن هناك فترة انقطاع في تدريس هذه المفاهيم أكثر من 30 شهرا، وأكدت ضرورة مراعاة مبدئي التسلسل والاستمرار في تدريس مفاهيم الأحياء بشكل عام، وضرورة تقديم ملخص - قبل كل درس- يعالج المفاهيم السابقة واللازمة للتعلم الجديد.

كما أوصت الدراسة بدعوة القائمين على تطوير مناهج العلوم بشكل عام ومنهج الأحياء بشكل خاص إلى اتخاذ تصميم المنهج الحلزوني في تصميم محتوى هذه المناهج الذي يجمع بين التسلسل والاستمرار في تنظيم محتوى المنهج.

وأوصت أيضا بتضمين أدلة المعلمين بمحتوى وتدريبات وتمارين لعلاج جميع أهداف التعلم السابق حتى يكون المتعلمون جاهزين للتعلم الجديد، وتدريب المعلمين على استراتيجيات التعلم ذي المعنى لربط المادة الدراسية الجديدة بالتعلم السابق للمتعلم، والعمل على إيجاد دليل محوسب للمتطلبات السابقة يقدم مجموعة متنوعة من التمارين المتعلقة بالمتطلبات السابقة وبمستويات متعددة لكي تتناسب مع الفروق الفردية للطلبة، وعقد دورات للمعلمين والمشرفين التربويين في أسس بناء المنهج وتنظيمه وتطويره لتجسير الفجوة بين المنهج الرسمي ووسائل تنفيذه من كتب وأدلة تعليمية.