شدد متخصصون وخبراء في مجال مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان خلال ندوة نظمها نادي مكة الثقافي الأدبي أول من أمس، على أن الإرهاب صناعة خارجية، وأن مصطلحه أجنبي ومنبعه غربي، وأن دولاً تمارس اليوم الإرهاب بكافة أشكاله وأصنافه، وتفرخ معتنقيه، دون أن يُتخذ تجاهها الحزم، وأن هناك جهودا ضخمة من أعداء الإسلام لربط الإرهاب بالإسلام والمسلمين، مثنين على الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.

واستهل الدكتور عدنان وزان الندوة بالحديث عن مصطلح الإرهاب، مؤكدا أن مادة الإرهاب اللغوية ليست في أدبيات الشريعة الإسلامية، ولا في القانون، بل هي لفظة غربية، مستعرضا ما حبا به الله المملكة من نعم وإيجابيات كبرى، الروحية منها والمادية، وقال "الإرهاب ليس صناعة إسلامية ونقله ليس في الإسلام على الإطلاق، وما تعيشه اليوم من استباحة لبيوت الله ولأرواح الناس إنما هو صناعة أعداء الإسلام"، مبينا أن وصف الإسلام للإرهاب بدأ منذ فجر الإسلام، لافتا إلى أن فكرة التدمير والإفساد هي فكرة يهودية ماسونية، وأن ما يفعله الآن تنظيم داعش ما هو إلا نتاج تلك الفكرة، مطالبا بقراءة التاريخ الإسلامي قراءة واعية للتعرف على ما يحاك ضد الإسلام وأهله، مشيرا كذلك إلى أن عبارة تجديد الخطاب الديني مستوردة من الخارج.

حقوق الإنسان

من جهته، أكد الدكتور عيسى الشامخ المتخصص في قضايا الإرهاب وحقوق الإنسان أن "لا حقوق إنسان بلا أمن، ولا أمن بلا حقوق إنسان"، لافتا إلى أن مكافحة الإرهاب تكلف المليارات التي تُحرم الدولة من إنفاقها في المشاريع التنموية والإنسانية، طارحا سؤالا عن سبب تواجد الإرهاب والتدمير والإفساد في البلدان الإسلامية دون غيرها من الدول، مجيبا على ذلك بأنه "نتاج صراع فكري وديني وعُقد".

وبين الشامخ أن مكافحة الإرهاب تقوم على ثلاث استراتيجيات، منها استراتيجية الوقاية والمنع، واستراتيجية العقاب والردع، واستراتيجية الإصلاح والتأهيل.

وأشار إلى أن الجريمة تنبع من أربعة عناصر: الانحراف الفكري والعنصرية والظلم والفساد، لافتا إلى أن هناك دولا تصنع الإرهاب وتخطط له وتفرخ الإرهابيين، ولكنها بمنأى عن العقاب الدولي والملاحقة القضائية، مؤكدا على أغلب معايير الحقوق الإنسانية تنتهج الليبرالية والعلمانية، مشيرا إلى أن من أسباب الإرهاب وجود فتاوى منظرين ليسوا أهلا للفتيا، مطالبا بحصر الفتوى في مجمع الفقه.

السيف المسلط

من جانبه، تطرق المستشار الأمني في وزارة الخارجية اللواء خضر بن عايض إلى محور التصدي للإرهاب، مؤكدا أن الإرهاب جاء من الخارج حينما خرج عدد من أبناء الوطن إلى الخارج واستسقوا أفكار الإرهاب هناك، كاشفا جهود المملكة في مكافحة الإرهاب من خلال أجهزة المنع وأجهزة الضبط وأجهزة جمع المعلومات، معددا أسبابا تقود إلى الإرهاب بجميع صنوفه وأشكاله، داعيا الجميع إلى الإبلاغ عن أي أمر مريب أو مشتبه، عادا المواطن رجل الأمن الأول، وقال "إن الإرهاب استخدم كسيف مسلط على الدين الإسلامي لمحاولة نقض عراه".