في "تويتر"، هناك فضح وتعرية لرموز الطائفية والتكفير. هناك عدة "هاشتاقات" تطالب بسن قوانين صارمة ضد التحريض والإقصاء والعنصرية. لكن الأمر يختلف مع رسائل "الواتساب".

"تويتر" يحشر المستخدم بمئة وأربعين حرفا فقط، لكنه عندما يستخدم "الواتس" يستطيع أن يتمدد طولا وعرضا ليجد مساحة أوسع تستوعب كل رسائل البغض والكراهية، وكل مفردات التعبئة الطائفية، مصحوبة بأدعية وآيات وأحاديث وبكائيات وعظية يتم إسقاطها مع هذا التحريض، لضمان تجييش الناس ضد المذهب المخالف.

هذه الرسائل المذهبية، لا تحضر فيها مفاهيم "المواطنة" إلا حسب الشروط الملائمة لأفكار التطرف. فتم استغلال "عاصفة الحزم" حتى تصبح في أذهان الناس حربا دينية، مع أنها ليست كذلك.

ما يريده منظرو الطائفية من رسائلهم في مواقع التواصل؛ هو أن تقوم المواطنة على أسس مذهبية وحزبية.

هناك مسؤولية تقع على عاتق النخب الدينية المعتدلة - في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد وحدتنا الوطنية. هذه النخب المعتدلة صوتها مؤثر، ولا بد أن تسجل موقفا "واضحا" من الطائفية في وسائل التواصل. صحيح أنها ستخسر بعض جماهيرها وأتباعها، لكن المرحلة تتطلب معالجة أو تخفيف هذا الداء الطائفي.

تذكروا.. أن الشيخ حاتم العوني علق الجرس.