أكد مهاجم التعاون إسماعيل مغربي عدم معرفته بما يحمل له المستقبل بعد انتهاء إعارته مع الفريق القصيمي والتي امتدت لموسم كامل، مكتفيا بالقول إنه عائد لبيته الأول الأهلي وسيكون رهن إشارة مدربه، مبينا استفادته الكبيرة من تجربته الثرية مع التعاون وسعادته بالأجواء الإدارية والفنية والجماهيرية المتناغمة التي عاشها معه.

وكشف مغربي في حواره لـ"الوطن" تفاصيل مواجهة فريقه أمام الأهلي التي صاحبتها مشاعر متناقضة بالنسبة له، وأنه حزن كثيرا لخسارة الأهلي للدوري، بيد أنه أكد أن الأخير قادر على تحقيق لقبه لسنوات مقبلة، متطرقا لتفاصيل أخرى تخص مسيرة التعاون هذا الموسم محليا وخارجيا.

الآن وبعد وصول تجربتك في التعاون إلى نهايتها، كيف تقيمها؟

أرى أنها ناجحة ولله الحمد، لعبت معه موسماً كاملاً واستفدت خلاله كثيراً، خاصة وهي تجربتي الأولى في دوري عبداللطيف جميل، فالأجواء كانت جديدة لكنها محفزة ومشجعة، وحرصت على تقديم كل ما لدي لخدمة فريقي بالشكل المرضي لي ولجميع التعاونيين، قدمت بعض ما لدي وإن كنت أطمح للكثير، لم أكن أتوقع تلك الأجواء الرائعة التي شاهدتها في التعاون، عمل إداري منظم، التناغم بين اللاعبين والإدارة كان مميزا، اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية على قلب واحد، الجوانب المادية في التعاون تسير بشكل منتظم وهذا أمر يجعل اللاعب يصب تفكيره داخل الملعب فقط، فنحن من أكثر الأندية انتظاماً في الرواتب وهذا بفضل الله ثم الدعم والاهتمام الذي نجده من قبل اللجنة التنفيذية وإدارة النادي.

خضت قبلها تجربة في الدرجة الأولى مع الوحدة، كيف ترى الفروقات فنيا؟

استفدت كثيرا من كلا التجربتين وأعتز بهما، لكن فنيا الاختلاف كبير، ففي دوري الأولى الاعتماد بشكل كبير على إغلاق المناطق واللعب بتحفظ، بينما في دوري جميل اللعب مفتوح وتغطيات إعلامية موسعة وحضور جماهيري، كما أن الاحتكاك مع لاعبين كبار يعود بالفائدة عليك كلاعب في بداية المشوار.

إلى ماذا تعيد البداية غير المثالية للتعاون في الدوري؟

بصراحة كنا نقدم مستويات مميزة، لكن التوفيق لم يحالفنا تحديداً في لقائي العروبة بالجوف وهجر بالأحساء، ولم تكن الخسارة منطقية وكنا الأفضل طوال مجريات المباراة، لكن لم يكتب لنا الفوز وهذا أمر وارد في كرة القدم.

تدربت تحت قيادة الجزائري توفيق روابح والبرتغالي جوميز، كيف تصف تلك المرحلتين؟

لكل مدرب طريقته ونهجه، يبقى الجزائري روابح من خيرة المدربين، قدم عملا كبيرا وقاد الفريق لموسمين حقق معه المركز الخامس ونتائج رائعة، لكني لم ألعب تحت قيادته طويلا، فكما يعلم الجميع تغير المدرب بعد الجولة الثالثة، أُقدم له الشكر على تلك المرحلة التي استفدت منها كثيراً، أما جوميز فله طريقة أخرى تختلف كثيراً، وشاهد الجميع كيف اختلف الأداء وطريقة اللعب، قدمنا معه مستويات رائعة أشاد بها جميع النقاد، عن نفسي تعلمت الكثير في التمارين والمباريات ودائماً أسعد بتوجيهاته لي ولجميع زملائي.

موقف لا تنساه مع جوميز؟

في إحدى المناسبات لاحظ جوميز انزعاجي قليلا من الجلوس في دكة الاحتياط، فقال لي أنت اللاعب الذي إذا نزل (قلب الملعب فوق تحت)، تلك كلمات لا يمكن أن أنساها، ولا زالت في بالي.

سجلت مع التعاون ثمانية أهداف، أي منها تعتبره الأغلى؟

هدفي في مرمى الرائد، فقد كنّا متأخرين بهدف ونزلت بديلا لزميلي إيفولو الذي خرج مصاباً لذلك كان الحمل عليّ مضاعفا، لكن ولله الحمد نجحت من أول لمسة بتسجيل هدف التعديل.

أفهم أن لقاء الرائد هو الأجمل لك مع التعاون؟

بصراحة نعم، أن تكون متأخراً بهدف تعود وتكسب بثلاثية ساهمت بها بشكل كبير وبدعم زملائي طبعا، أمر أسعدني كثيرا، فقد كان همي أن يخرج جمهورنا سعيدا في تلك المباراة والحمد لله وفقنا بذلك.

سجلت هدفين في مرمى الأهلي، كيف تصف لنا شعورك بتلك اللحظة؟

شعور صعب جداً، فالأهلي فريقي الذي تدرجت في فئاته السنية ولازلت أحد لاعبيه، لكن أتمنى من جميع الأهلاويين تقدير موقفي، فأنا لاعب تعاوني مهمتي الدفاع عن الشعار الذي أرتديه واللعب بكل إخلاص.. دخلت ذلك اللقاء واضعا نصب عيني فوز فريقي كما هو الحال في كل المباريات دون النظر لنتائج أخرى، لكن بعد نهاية اللقاء حزنت كثيراً على ضياع الدوري من الأهلي لأني عرفت بعدها أن النصر كسب الهلال وتوج باللقب، وسيحقق الراقي حتما لقب الدوري السنوات المقبلة بإذن الله ثم بوقفة جميع الأهلاويين مع الفريق.

لكنك بهدفيك أصبحت أحد أكثر اللاعبين تأثيراً بمسار الدوري؟

صدقني لم أعر ذلك أي اهتمام، كان همي فقط خدمة فريقي بشكل يرضي ضميري ويرضي المنتمين للنادي الذي ألعب له دون أي حسابات أخرى.

انتهت إعارتك للتعاون وعدت من جديد لناديك الأهلي، أين وجهتك مستقبلا؟

نعم، لا أعلم ماذا يحمل لي المستقبل، أنا لاعب أهلاوي حاليا ورهن إشارة مدربه في أي وقت، حتى الآن لم تتحدد أي تفاصيل بشأن مستقبلي.

تعرضت للإيقاف أربع مباريات بقرار انضباطي، ماذا تقول بعد تلك الحادثة؟

كانت من أصعب المواقف، فقد ظلمت بذلك القرار وحُرمت من خدمة فريقي الذي تعرض لظروف صعبة حيث خسرنا أكثر من لاعب بسبب الإصابة، ليأتي قرار إيقافي ليزيد من معاناة الفريق في تلك الفترة الصعبة التي مرت بنا وكانت السبب الرئيسي في تراجع الفريق في آخر الدوري.


خسرتم نصف نهائي كأس الملك في ختام الموسم وقبلها خرجتم من البطولة الخليجية، لماذا؟

لم نوفق في تلك المباراة، ولا ننسى قوة النصر الذي لعب على أرضه وبين جماهيره، إلى جانب بعض الظروف الصعبة التي مرت بنا مثل إصابة إيفولو وشادي أبو هشهش وإيقاف ماجد هزازي، كنا نتمنى أن نقدم التأهل هدية لجميع التعاونيين فقد كنا نستحق ذلك في هذه البطولة التي سبق وأخرجنا منها حامل لقبها لكن لم يحالفنا التوفيق، أما ما يتعلق بالخليجية فقد خسرنا بضربات الحظ، كانت تجربة مفيدة لنا كلاعبين كأول بطولة خارجية للتعاون، وخرجنا بشرف بعيدا عن أرضنا أمام حامل اللقب لاحقا، وهنا أتمنى أن إعادة النظر في نظام هذه البطولة، فمن غير المنصف أن يلعب ربع النهائي في لقاء واحد وهذا أمر حرمنا تحديدا من استغلال عاملي الأرض والجمهور.

الآن بعدما تركت التعاونيين، ماذا تقول لهم؟

الشكر والتقدير لهم جميعاً، فما وجدته من اهتمام وحفاوة وتعامل إداري احترافي ودعم شرفي، وتحديدا من أعضاء اللجنة التنفيذية، ساعدني كثيرا داخل الملعب، كما لا أنسى الجماهير الغالية التي دعمتنا كلاعبين طوال مشوارنا في الدوري والبطولة الخليجية وكأس الملك، لكن أعتب عليهم غيابهم الغريب في بعض اللقاءات، فدورهم مؤثر وأي لاعب يتمنى أن يشاهد جمهوره يحضر بكثافة، ورسالتي ومن محبتي لهم: حضوركم مهم جداً وله وقعه الإيجابي على اللاعبين فلا تبخلوا على فريقكم.

أخيرا، ماذا عن ناديك الأهلي؟

أنا ابن هذا النادي وهو من منحني الفرصة وعرفني بالجميع، أُقدم لإدارته برئاسة الأمير فهد بن خالد الشكر والتقدير على منحي فرصة اللعب للتعاون والدعم والاهتمام الذي وجدته منهم طوال فترة تواجدي في التعاون وهذا ليس بغريب على إدارة الراقي.