في بداية البرنامج الإذاعي ينوه المقدم للأحداث التي تمر بها المنطقة، مختتما بأن يحفظ الله وطننا من كل شر، وبعدها تبدأ حفلة التنكس بالأغاني واتصالات المستمعين ويفصلهما كثير من الإعلانات التجارية المكررة، وبذلك ينتهي البرنامج ليبدأ برنامج آخر بالطريقة ذاتها.

من قال إن الإذاعات للترفيه والإعلان فقط؟ أين بقية وظائف الإعلام من أخبار وتحليلات وتثقيف بالمعلومات وزيادة الوعي، وتكوين المواقف والاتجاهات وغيرها من تنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك الاجتماعي؟ هل نحن أمام تكريس للسطحية وتعميقها في المجتمع؟ أم أن الإذاعات تدار من غير أهل التخصص؟

وسائل الإعلام من الإذاعات مطالبة بالمواكبة حول الملمات المحيطة في المنطقة وتوسيع مداركهم وما يحدث بشكل عام، بل وتحصينهم حتى لا يكونوا عرضة للمختطف، لا سيما أن غالبية المستمعين المتفاعلين يمثلون فئة الشباب من الجنسين.

الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الإذاعات الخاصة أجمعت أو تسابقت على طرح الأغاني الوطنية، بمعنى أنها عادت إلى الأغاني مرة أخرى، وكأنها فضيتها الأولى بعيدا عن كل الأمور التي من شأنها الارتقاء بذائقة المستمع المختلف من ناحية العمر والثقافة والاهتمامات أيضا. وللحق، فإن الإذاعات الحكومية تفوقت في هذا الجانب رغم رتابة العمق في التناول.

هل حقا قامت الإذاعات بدورها؟ أم أنا متحامل عليها؟