رب "كذبة" نافعة.. أحيانا لا نرى جمالنا إلا في اللحظات السيئة أو التوقيت الخطأ، بلا شك أن من الإيجابية ألا نندم على معروف أو مساعدة قدمناها، حتى لو كان الممنوح لا يستحق..!

أصبحنا في عالم لا يفرق بين الكذب والحقيقة إلا بعد فوات الأوان، لكن لا ضير إن كانت كل القضية مساعدة شاكي باكي يستنجد بنا، ولم يتوان الناس عن التعاطف معه ومساعدته..!

كذبة سارة إبراهيم قصة عظيمة تحت عنوان "انسياق الجماهير وراء العاطفة"، القصة تكشف لنا واقعا مؤلما محبطا، وكذلك تروي لنا قصص الدناءة التي تستغل كل شيء حتى المرض للتكسب.. ومع كل ما فيها من سوء إلا أن فيها صورا جميلة، ولكن ليس للكاذب بل للمكذوب عليه..!

كذبة سارة إبراهيم التي كانت تدعي أنها مريضة بالسرطان لا تكشف لنا سوء "بعض" الناس بل تكشف لنا حب "الكثير" للخير، وتكشف المستوى العالي من الرحمة والعطف على كل محتاج دون التحقق من صحة شكواه..!

كذبة سارة لا تكشف لنا أن الدنيا فيها "أشرار" فقط، بل تؤكد لنا أن في الدنيا "أخيارا" أكثر، وفيها بسطاء يتعاطفون مع كل شاكي وأحيانا قبل أن يبكي، لدرجة أنهم يتعاطفون بلا تثبت، وربما يغضبون ممن يشكك أو يبحث عن حقيقة علة الشاكي، وكأنهم لا يريدون أن يكتشفوا كذبه، وكأنهم يريدون أن "يفعلوا الخير ويرمونه في البحر"..!

لا يلام أي شخص دعا للتعاطف ومساعدة محتاج حتى لو انكشف الستر وظهر أنه ليس محتاجا؛ لأن حسن ظن الطيبين يسبق سوء ظنهم، لكني ألوم من ينقل خبرا لم يتثبت منه، وبعد هذه القصة لنعود لما نحفظه قبل: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، أخبار وقصص كثيرة نتناقلها عبر المجالس التقليدية والإلكترونية، ثم نتفاجأ بأنها ليست صحيحة أو فيها كثير من الزيادات التي حرفتها عن حقيقتها، وبعد ذلك لا نتناقل النفي ولا ننشره كما نشرنا الخبر المغلوط..!

(بين قوسين)

المهم في كذبة سارة إبراهيم ألا يكون انخداعنا، عذرا لسد باب المساعدات؛ بل لنجعله بابا للمساعدة بالتثبت، لكي لا تذهب دموعنا هدرا.