واصل الانقلابيون الحوثيون والموالون لهم من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح نشاطهم في اختطاف المواطنين المناهضين للانقلاب والمؤيدين للشرعية. وشهدت مدن يمنية خلال اليومين الماضيين حملة اختطافات ومداهمات للميليشيات الانقلابية طالت العشرات من معارضيهم، واقتادوهم إلى أماكن مجهولة، في محاولة لإرغامهم على الاعتراف بسلطات الانقلاب. وأبرز حملات الاختطاف تلك ما نفذه القائد العسكري الموالي للمخلوع العميد محمد يحيى الحاوري خلال حملة مداهمة وهجوم على منازل المدنيين في قرية الحاوري بمديرية همدان شمالي صنعاء.

وقال مصدر محلي لـ"الوطن" إن أكثر من 18 شخصا اقتادهم الحوثيون بقيادة الحاوري إلى سجون وزنازين الانقلابيين، محذرا من هذه الحملة التي لن تزيد الأمور إلا توترا.والعميد الحاوري أحد القادة العسكريين الذين أسهموا في إدخال ميليشيات الحوثي المتمردة إلى العاصمة صنعاء، حين كان قائدا للمنطقة العسكرية السادسة، وأقاله الرئيس عبدربه منصور هادي بقرار جمهوري عقب وصوله الرياض.وأفادت مصادر أخرى للصحيفة عن حملة اختطاف نفذها المتمردون في محافظة إب وسط اليمن، عقب مسيرة جماهيرية رافضة للانقلاب، حيث اختطفوا سبعة من أبناء مديرية السبرة. وظلت الأطقم المسلحة التي يقودها الحاوري لفترة في المنطقة، وهي تلاحق المواطنين الرافضين لوجود الانقلابيين.

وأبدى سكان من المنطقة تحدثوا إلى "الوطن" استياءهم الشديد من تصرف الانقلابيين، عادين قيادة الحاوري لهذه الهجمة التي طالت أبناء قريته إهانة في حق قائد عسكري مفترض منه أن يكون صمام أمان، وليس خاضعا للميليشيا، وحملوه مسؤولية ما قد يترتب على ذلك من أحداث.

وفي هذا الإطار أصدرت المقاومة الشعبية في قبيلة همدان أحد أكبر قبائل اليمن بيانا مهما استنكرت فيه الانتهاكات التي مارستها الميليشيات بحق أبنائهم، حيث قتلت أكثر من 60 فردا من القبيلة، وجرحت العشرات وفجرت تسعة منازل وحاصرت القرى، واختطفت المواطنين وعذبتهم، وخزنت الأسلحة في المناطق الآهلة بالسكان.

وكانت المقاومة في المنطقة نفذت أكثر من عملية هجومية استهدفت نقاط تفتيش وأطقما وعربات تتبع الانقلابيين، وقال البيان إن تلك العمليات ليست إلا تمهيدا لمقاومة تدحر الباغي وتعيده إلى صوابه. كما حذرت المقاومة في بيانها كل المتعاونين مع الميليشيا من المشايخ والوجهاء، وقالت إن استمرار هذه الممارسات الخاطئة تترتب عليها عواقب وخيمة، ربما تتسبب في جلب الدمار والخراب للقبيلة، كما حملتهم المسؤولية الكاملة عن حياة المختطفين، وحذرت من تعريض حياتهم للخطر من خلال التعذيب أو استخدامهم دروعا بشرية.

ونفذ الانقلابيون حملات اختطاف واعتقالات واسعة منذ انقلابهم عن السلطة، تزايدت تلك الحملات عقب بدء العملية العسكرية لقوات التحالف في اليمن في 26 مارس الماضي، لتصبح عادة لدى ميليشيات الحوثي والمخلوع تلجأ إليه كلما لازمها هاجس الشعور بالهزيمة والضعف.