بأحكام تراوحت بين 26 عاما وأربع سنوات، دانت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس، 22 مدعى عليه ضمن ما أطلق عليه "خلية الموحدين" وعددهم 45 متهما، منهم خمسة متهمين حكم عليهم غيابيا، اعتنقوا المنهج التكفيري، واشتركوا في معسكر أقامته الخلية الإرهابية بمكة المكرمة، لإيواء أفرادها وتدريبهم على القتال، وفك وتركيب واستخدام الأسلحة النارية، وإعدادهم لمقاومة رجال الأمن، إضافة إلى جمع أموال الصدقات وإنفاقها على المجموعات التكفيرية، كما أن أحدهم شارك في المظاهرة التي قام بها قياديان في تنظيم القاعدة الإرهابي داخل المملكة ضد المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله.

وأوضحت المحكمة أن جميع المدعى عليهم سعوديون عدا المتهم العاشر "باكستاني" والمتهم التاسع عشر "يمني"، وأن الأحكام الصادرة على المتهمين ابتدائية وقابلة لنظر الاستئناف.

فتاوى التكفير

وانتهج زعيم الخلية الذي قضت المحكمة بسجنه 26 عاما المنهج التكفيري، خلال تكفيره الدولة وولاة أمرها، وتزعمه إحدى المجموعات التكفيرية، وعقد الاجتماعات واللقاءات لها لتعزيز منهجها، وتوزيع الفتاوى التي تغذي أفكارها، ودعوة الآخرين للانضمام إلى تلك المجموعة، كما تدرب مع أفراد مجموعته على استخدام الأسلحة النارية والإعداد للقتال، وقيامه بتوفير الأسلحة والذخيرة لهم من أجل ذلك، وحضوره واصطحابه بعض أفراد مجموعته لاستراحة بمنطقة مكة المكرمة اُستضيف فيها أحد منظري المنهج التكفيري، وقيامه بفرض حراسة مكونة من أربعة أشخاص يحملون رشاشات كلاشنكوف لمقاومة رجال الأمن في حال المداهمة، وزيارته إحدى المجموعات التكفيرية ومعه سلاح رشاش كلاشنكوف وحثه لهم على اقتناء الأسلحة والتدرب عليها، وإلقاء الدروس عليهم التي تعزز المنهج التكفيري.

كما ثبت لدى المحكمة إدانته باستغلال إمامته أحد المساجد، وعضويته في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعمله في الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك والصومال، وعمله في مندوبية الدعوة والإرشاد ومنظمة وفاء الخيرية في الحصول على أموال المتصدقين، وصرف جزء منها على تلك المجموعات التكفيرية، كذلك ثبتت إدانته بالخروج إلى كشمير والتدرب على استخدام الأسلحة، وشروعه في السفر إلى أفغانستان والخروج تهريبا إلى العراق بعد شعوره بأنه أصبح مطلوبا أمنيا لغرض المشاركة في القتال الدائر هناك، وتوسطه في شراء أكثر من 40 جواز سفر لجنسيات عربية عدة لغرض بعثها إلى بعض الشباب في أفغانستان، ليتمكنوا من الدخول بها إلى المملكة دون تعقب الجهات الأمنية.


ازدراء العلماء

كما ثبت لدى القضاء اشتراك المدان الثاني، الذي حصل على 18 سنة سجنا، استغلال مسؤوليته عن حلقة تحفيظ القرآن الكريم في المسجد الذي يتولى إمامته بالذهاب بطلاب تلك الحلقة إلى بعض تجمعات تلك المجموعات التكفيرية، وهربه من إحدى تلك التجمعات بعد مداهمة رجال الأمن لها، ولجوئه إلى التزوير بغرض الهرب إلى العراق للمشاركة في القتال، وتدربه على الرماية بالأسلحة الرشاشة، ودخوله مواقع إلكترونية والمشاركة فيها بمواضيع حول تكفير الدولة وازدراء العلماء.

وقضت المحكمة الجزائية بالسجن 15 عاما للمدانين الثالث والرابع، لثبوت تورطهما في انتهاج المنهج التكفيري، فيما دِين أحد المدعى عليهم، بتنقله بين المجموعات التكفيرية وتدربه معهم على الرماية بسلاح رشاش وفك وتركيب الأسلحة، وتهريبه أسلحة وطلقات من وإلى اليمن، وتستره على المتاجرين بالأسلحة داخل المملكة والمهربين لها من الخارج.

وكشفت قائمة الإدانات في حق الـ22 عنصرا، سفر أحد عناصرهم إلى أفغانستان ومشاركته في القتال الدائر هناك وتدربه على الأسلحة، فضلا عن إيوائه المدعى عليه الأول مع علمه أنه مطلوب أمنيا.

وتبين للمحكمة بالأدلة والقرائن، تورط أحد المتهمين بالاشتراك عن طريق الاتفاق والمساعدة والتوسط في تزوير اثنين وعشرين جواز سفر، منها 13 جواز سفر سعوديا، وجوازان كويتيان، وجوازان يمنيان، وأربعة جوازات عمانية، وجواز سفر بحريني، وعشر بطاقات شخصية.

وتضمنت غالبية الأحكام منع المدانين من السفر خارج البلاد مدة مماثلة لسجنهم.