العباءة السوداء التي تلفع بها الإرهابي متجها إلى مسجد العنود بالدمام، مستهدفا جماعة من المصلين الموحدين، ومخبئا تحتها ليس فقط كمية من المتفجرات تكفي لقتل المئات منهم؛ بل ويخبئ تحتها أيضا  عقلا مفخخا بالحقد والكراهية والطائفية؛ هذه العباءة ليست سوى ميراثه الأسود العفن، الذي ورثه هو ومن على شاكلته من أسيادهم، رموز الفتنة والتحريض والتكفير، الذين دأبوا على دس سم الطائفية في عسل الدين، وهو منهم براء.

عندما ننادي الآن بتجريم ومعاقبة المحرضين، عندما ننادي بتطهير المناهج وغربلة المحاضرات وإيقاف مهازل التطرف، عندما نطالب بتوفير حماية أمنية لبيوت الله، فنحن لا نطالب بحماية الشيعة، بل نطالب بحماية أمن الوطن واستقراره، عبر تدمير الأرضية الطائفية التي هيأها رموز الفتنة، ويقف عليها "داعش" الآن، إذ يجري السيناريو المكشوف لتحويل بلادنا إلى بؤرة طائفية، فثلاثة تفجيرات، وأربعة، وعشرة، في مساجد الشيعة وحسينياتهم، حتى توغر الصدور، يعقبه تفجير في مساجد السنة لتصدق نبوءة الثأر، ويقدح الزناد، ليشتعل أوار الطائفية الخبيثة التي لا تبقي ولا تذر، فتحرق الأرض ومن عليها.

حمى الله الوطن من كل طائفي.