علمت "الوطن" من مصادر مطلعة في مؤسسة الرئاسة اليمنية، أن خطا ساخنا جمع الأطراف الحكومية اليمنية المشاركة في مشاورات جنيف، والرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي شارك في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن مناقشة الأوضاع اليمنية في جدة. وأضافت أن هادي علم بأن وفد أنصار الله الحوثيين والقوى المؤيدة لانقلابه رفض التباحث مع الوفد الحكومي الذي يرأسه وزير الخارجية رياض ياسين، بعد الانتهاء من كلمته مباشرة. وقالت المصادر، إن هادي لم يستغرب من قيامهم بذلك الفعل على الإطلاق.
الملفت في حديث المصادر أن الرئيس ذكر لهم أنه "لا يستبعد إطلاقا فعلتهم تلك، كجزء من ألاعيبهم السياسية، وما انسحاب نائب وزير الخارجية الإيراني، إلا جزء من منظومة اللعبة السياسية، لكسب نصر إعلامي لا أكثر".
من جهته، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني على الالتزام القوي بمساندة وحدة اليمن وسيادته واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، وأن الطريق إلى ذلك يمر عبر تطبيق مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية؛ والشروع في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واعتماد وثيقة "إعلان الرياض"، وكذلك الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لسنة 2015.
وأوضح مدني أن موقف المنظمة بالنسبة للأزمة اليمنية هو الحل عبر الوسائل السلمية والحوار، وقال "ندعو إلى مصالحة يمنية شاملة، واستئناف العملية السياسية بمشاركة كل الأطراف والقوى والأحزاب السياسية اليمنية. كما ندعو في ذات الوقت إلى مقاربة سياسية لمواجهة الأزمات والنزاعات في الإقليم، بهدف تحقيق السلم والاستقرار وتطبيع علاقات التعاون بين دوله لما فيه خير شعوب المنطقة".
الوضع الإنساني في اليمن أخذ حيزا كبيرا في حديث مدني أمام الوفود المشاركة، وتأكيده أن ذلك يتطلب تحركا عاجلا، وناشد المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتقديم المساعدات لإنقاذ اليمن واليمنيين.
كما دعا الدول الأعضاء إلى تخصيص جزء من مساعداتها لليمن عبر آلية تنسيق العمل بالمنظمة، في إطار تعزيز مبادئ العمل الإسلامي المشترك، واقترح عقد مؤتمر إنساني للمانحين لحشد الموارد الضرورية والعاجلة لمواجهة الكارثة الإنسانية الحرجة في اليمن. وتبدي الأمانة العامة استعدادها لتنظيم هذا المؤتمر بالتنسيق مع الجانب اليمني وبالتعاون مع شركائها من الجهات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وأجهزتها الإنسانية والتنموية.
بدوره، أوضح مدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي أنه لم يجر أي حوار بين نائب وزير خارجية إيران حسين عبداللهيان والرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ولا تفسير لديه للأسباب التي أدت إلى انسحاب عبداللهيان.
بدوره، قال الباحث في الشأن الإيراني عايد الشمري في تصريح إلى "الوطن" إن إيران عندما تفشل في أي مشروع تخطط له فإنها تسعى لتجاهله وتسيء له ويظهر ذلك جليا في انسحاب نائب وزير خارجيتها، مؤكدا أن طهران لا تحترم الأعراف الديبلوماسية والبروتوكولات الرئاسية وهو ما عرف عنها وعن ديبلوماسييها في الخارج.