أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة تراث الخيرية الأمير سلطان بن سلمان عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، كما أعلن عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري -رحمها الله-.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مساء أول من أمس بمناسبة افتتاح مسجد الشافعي التاريخي بجدة التاريخية الذي تكفل بنفقات ترميمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- بحضور رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك عبدالله للأعمال الإنسانية الأمير خالد بن عبدالله، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان على الدور التاريخي الذي يؤديه المسجد في تعزيز أواصر التلاحم والألفة والوحدة إلى جانب العبادة وإقامة شعائر الله، عز و جل، فهو يشكل هوية المسلم وقال: "نحن لا ننظر للمساجد التاريخية من زاوية ترميمها فقط وإنما إحياء دور المسجد وما يمثله من صمام أمان وحماية للمواطن والمقيم".

وتطرق إلى جهود مؤسسة التراث الخيرية التي عملت بشكل وثيق مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 27 عاما في حصر المساجد التاريخية وإنجاز الدراسات التطويرية لهذه المساجد لتبقى شامخة يذكر فيها اسم الله، وتكون ملتقى يجمع لفريضة الصلاة ويعين على البركة والخير للمحيطين بهذا المسجد. وقال: "إن الوحدة الوطنية التي قامت في هذه البلاد قبل 300 سنة لم تكن لتصمد بوجه التحديات لولا تمسك هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، بوصف المسجد مصدرا مهما ونقطة انطلاق لكثير من المشاريع، وقد عملت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها وفي عهد ملوكها على العناية بالمساجد حتى أصبح لدينا اليوم أكثر من 70 ألف مسجد تقام فيها شعائر الله بمختلف مناطق المملكة".

وأضاف: "إن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحد هذا الكيان، المملكة العربية السعودية، بتوفيق الله ثم بتكاتف وتآزر وتعاون أبناء الوطن رجالا ونساء كبارا وصغارا حتى تكونت وحدة وطنية متمسكة بكتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم".

وشدد على أن الهيئة تعمل بشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطوير أواسط 35 مدينة وسيكون المسجد هو قلب هذه المشاريع التطويرية لما له من أهمية بالغة يعرفها جميع أبناء وطننا العزيز الذين تميزوا بصفات إسلامية حميدة تبلورت من هذه المساجد، وأبناء الوطن تضامنوا وعملوا على العناية بالمساجد بناء وترميما وصيانة.

إثر ذلك ألقى وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز كلمة نوه فيها بجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية وإسهاماتها في مختلف المجالات، معلنا البدء في مشروع ترميم مسجد المعمار من غرة شهر رمضان المبارك، مقدما شكره لجهود صاحب السمو الأمير سلطان بن سلمان في مجال الاهتمام بالآثار والتراث الإسلامي ومتابعته الحثيثة لأعمال ترميم مسجد الشافعي.

وتطرق لجهود مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية لخدمة الإنسانية ومشاريعها التي تستهدف الوطن والمواطن والبشرية جمعاء في كل أصقاع المعمورة.

ويعد "المسجد العتيق" أحد أهم المساجد في جدة التاريخية والمملكة.