تابعت اجتماع الكونجرس للاتحاد الدولي لكرة القدم طوال أول من أمس لانتخاب رئيس جديد لمدة أربع سنوات مقبلة وكان يوما عاصفا في عالم كرة القدم لأنه جاء بعد القبض على عدد من المتهمين من أعضاء الفيفا من قبل الشرطة السويسرية، ولو حدث ما حدث في مكان آخر لألغيت الانتخابات ودبت الفوضى وتداخلت القرارات وعمت الشائعات ولكن!.

لم أهتم كثيرا من هو الرئيس الجديد أو ما عمره أو تاريخه أو كيف تمت الإجراءات أو المنافسة بين الأمير علي وجوزيف بلاتر، ولكن الذي بهرني هو تلك الشفافية العالية للاجتماع والمنقولة (لايف) لكل دول العالم بأدق التفاصيل.

تماما كما حدث في اجتماع الكونجرس للاتحاد الآسيوي أواخر أبريل الماضي في مملكة البحرين حيث النقل المباشر لكل التفاصيل والكلمات والمشاورات والميزانيات وهي ثقافة رائعة في عالم كرة القدم.

إن الشفافية وممارستها دليل على الرقي والثقة بالنفس وبالإجراءات وبالرغبة في الوصول لأفضل النتائج، وليس لعقد اجتماع كيفما اتفق ومنع بثه تلفزيونيا خوفا من اعتراض أو تلاسن قد يحدث وكأن هناك أمرا ما يخشى ظهوره للعلن والمفروض أن الأمور واضحة من خلال جدول الأعمال.

في عالم كرة القدم تظل الشفافية مهمة لتداخل المصالح وتقاطع الرغبات وازدواجية المعايير ولكي يصل أي اتحاد كرة قدم في العالم إلى الشفافية بمفهومها الشامل والكامل، فإنه يحتاج إجراءات وتدابير وفقا لأنظمة ولوائح الفيفا وليس وفقا لرغباته وطموحاته وصراعاته.

إن الشفافية في كرة القدم السعودية تحتاج إلى أمور كثيرة أولها اللوائح الكروية الواضحة السليمة والصحيحة المستندة على لوائح الفيفا والاتحاد القاري ثم إلى تطبيقها بدقة وبالتزام تام من خلال مكونات الجمعية العمومية من أندية وروابط.

إن الجمعيات العمومية للأندية السعودية تقع تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبالتالي فإن اتحاد كرة القدم ليس له سلطة عليها وهذا أول الخلل ويحتاج إلى تعديل والتعديل يحتاج إلى تغيير أهداف الرئاسة واستقلالية اتحاد القدم وأن يكون هناك مجلس إدارة مستقل لكرة القدم يتبع للاتحاد المحلي.

وفي هذا الصدد، أقترح أن تكون إدارة كرة القدم مستقلة وتحت مظلة رئيس النادي وأن تكون هي الممثلة للنادي في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بحكم الاختصاص وليس مجلس الإدارة الذي صادقت على اعتماده الرئاسة العامة لرعاية الشباب بناء على انتخابات تجريها الجمعية العمومية للنادي كناد ثقافي رياضي اجتماعي.

إنني أتطلع أن يخطو اتحاد أحمد عيد خطوة مهمة وتاريخية نحو الشفافية بنقل وقائع اجتماعي الجمعية العمومية للاتحاد العادي وغير العادي يوم 10 يونيو المقبل، حتى وإن كان هناك بعض الأخطاء والتجاوزات ولكن التجربة ستكون مثيرة وسوف تعطي الانطباع بأن الاتحاد يرغب في الشفافية فعلا حتى وإن كلف ذلك الكثير.

لقد كان ممتعا مشاهدة اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي وللفيفا والاستماع إلى كل الكلمات والمناقشات والحوارات وتطبيق الإجراءات حسب اللوائح في مثل هذه الأمور.