وسط أجواء إيمانية وروحانية أدى جموع من الزوار والمعتمرين أمس صلاة الجمعة الأولى لشهر رمضان بالحرمين الشريفين، في خشوع وسكينة وأمن وأمان، فيما أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم أن شهر رمضان أطل على أمة الإسلام وهي تعالج ذاتها من الشحناء والعداوة والبغضاء، فكان حلوله عليها ضيفا عزيزا فرصة سانحة إلى اليقظة بعد الغفلة، والعودة إلى الطريق الصحيح والدين المعتدل.

وأكد الشريم أن رمضان حل ضيفا اشتاقت له نفوس الصالحين، وضيف له في قلوب العارفين قيمة ومكانة، فرمضان ضيف لا يأنس به إلا غُرّ كريم ولا يأنف منه إلا غِرّ لئيم، وأن هذا الشهر هو شهر ضياء المساجد والذكر والمحامد، وشهر البطولات والانتصارات ومجاهدة النفس والهوى والشيطان. منوها بأن رمضان هو تغذية للنفس من عوالق الحياة وزخرفها، يذكر بالجوع والعطش، فهو شهر المحاسبة والجد مع الذات، وذم النفس عن كل حظ بغيض، وخلق دنيء وتجنب المعاصي والممانعة أمام الشيطان في فعل المنكرات.

وأبان الشريم أن شهر رمضان لم يكن للتسلية أو الترفيه بمشاهدات المسلسلات والأفلام الهابطة عبر القنوات المرئية، فكل ذلك من الأعمال المفسدة لصيام المؤمن التي لا تصلح الشأن بل تتسبب في إشاعة الفاحشة والبغضاء، فكل ذلك هو انتهاك لحرمة شهر رمضان بل إنه من المحرمات.

وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، عن فضل صيام شهر رمضان، وأهمية استغلال أوقاته ولحظاته في أعمال الخير، وبما ينفع الفرد والمجتمع، وعموم المسلمين في الدنيا والآخرة لنيل رضا الرحمن وعفوه ومغفرته.

وكان إمام الحرم النبوي السابق الشيخ محمد أيوب، عاد ليلة أمس إلى إمامة الناس بصلاة التراويح بعد غياب استمر أكثر من 19 عاما، وسط ترحيب من أهالي المدينة المنورة ومحبيه الذين استقبلوه أثناء دخوله من باب الأئمة متجها إلى منبر المسجد النبوي بالتكبير والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الذي أصدر قرارا قبيل رمضان بإعادته إلى الإمامة بالناس في صلاة التراويح.

من جانبه، أوصى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله، وشكره على عموم نعمه وإحسانه.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: إن شهر رمضان أحد أركان الإسلام، والصيام عبادة لله تعبد به قبلنا من الملل، وكذلك جعل الله الصيام لهذه الأمة لأنها أمة محمدية خير الأمم، كنتم خير أمة أخرجت للناس، ثم بين الله -جل وعلا- حكمته من هذا الصيام فقال لعلكم تتقون، أي لعلكم بهذا الصيام تكونون من المتقين، ولعل الصيام خير لأمور دينكم ودنياكم وتكونون على قرب بربكم".