حصر اقتصاديون أسباب تراجع سوق الأسهم السعودية خلال الأسابيع الأربعة الماضية في ثلاثة أسباب رئيسة، أولها الفترة الزمنية للسوق، حيث تزامنت هذه التراجعات مع شهري مايو ورمضان المبارك الذي تنخفض فيه السيولة ويقل عدد المتداولين فيه، أما السبب الثاني فيتمثل في أن السوق مقبلة على نتائج الربع الثاني، وأخيرا يكمن السبب الثالث في الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة في المنطقة، واصفين ما لزم السوق من تراجع بالأمر الطبيعي، مستبعدين في ذات الوقت أي علاقة لذلك بدخول المستثمر الأجنبي.

وبالتزامن مع هذه التراجعات الطفيفة، من المنتظر أن تبدأ الشركات المدرجة في سوق الأسهم الإعلان عن نتائجها المالية للنصف الأول من العام الجاري، عقب أسبوع، وسط ترقب كبير يسود أوساط المستثمرين المحليين من جهة، والمؤسسات المالية الأجنبية من جهة أخرى، لا سيما أن انخفاض مؤشر السوق المالية السعودية لأربعة أسابيع متتالية أسهم في انخفاض مكرر الربحية الإجمالي إلى 19.5 مكرر. وقال الخبير الاقتصادي محمد الميموني لـ"الوطن" إن تراجع السوق السعودية خلال الأسبوع الماضي منذ فتح الاستثمار الأجنبي، وضعف التداولات، أمر طبيعي ولا يدعو للقلق، وذلك لأن السوق سبق أن التهمت الخبر بارتفاعات متتالية منذ إقرار لائحة دخول المستثمر الأجنبي، ومن الطبيعي أن تصحح وتتراجع.

وحول انضمام السعودية لمؤشر مورغان ستانلي، أكد الميموني أنه يتوقع انضمام السعودية إليه العام المقبل، وذلك لأهمية هذا المؤشر العالمي للمستثمرين الأجانب، وصناديق الاستثمار العالمية، الذين يعتمدون عليه بشكل أساس في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، ويقومون بتوزيع استثماراتهم على الأسهم المدرجة به، وفقا للأوزان النسبية لكل منهم، وهو ما يشير إلى أن دخول السوق السعودية إليه يعنى دخوله من حسابات المستثمرين وصناديق الاستثمار الأجنبية مباشرة، وهو أمر سيؤدى بالتبعية للارتفاع الواضح في الاستثمارات الأجنبية الموجهة للبورصة.

ويرى الكاتب الاقتصادي عبدالله الجبلي أن دخول المستثمرين الأجانب للسوق لا يعني بالضرورة انعكاس ذلك مباشرة على مجريات السوق، بدليل مرور حوالي أسبوع حتى الآن منذ بدء دخولهم، صاحبه انخفاض للمؤشر مع تداولات ضعيفة.

وأشار الجبلي إلى أن هذه التراجعات أمر طبيعي، مضفيا: "يعود ذلك لطبيعة تداولات الصيف المعروفة بضعفها من حيث السيولة، والتذبذبات اليومية، كما تعودنا عليه خلال الأعوام الماضية، خاصةً أنه أتى بعد موجة صاعدة قوية للسوق، جنى منها المؤشر العام حوالي 1400 نقطة تقريبا كمكاسب سوقية، لذا فالتصحيح الحالي أراه أمرا صحيا وطبيعيا، إذا لم يتم كسر الدعم الأهم 9350 نقطة".

ولفت الجبلي إلى أن الانضمام لمؤشر موغان ستانلي للأسواق الناشئة يعطي الأسواق المنضمة له درجة عالية من الثقة والمصداقية لدى المستثمرين حول العالم، ما يشجعهم على الدخول لتلك الأسواق، في حين لا زال الطلب السعودي للانضمام له تحت الدراسة حتى تتضح مدى التزام سوق الأسهم بشروطه، التي تعد من أشد المنظمات المالية من حيث المطابقة والالتزام، ومن هذه الشروط التزام السوق بدرجة عالية من الإفصاح والشفافية، فيما يتعلق بالشركات المدرجة، إضافة إلى توضيح مصادر أرباح الشركات ومخصصاتها التي تواجه بها الديون المتعثرة لكن بعد دخول المستثمرين الأجانب رسميا إلى السوق أتوقع أن يتم دخول المملكة لهذا المؤشر العالمي خلال العام المقبل.