على الرغم من الإشادات المتكررة والتفاؤل الذي أبداه الفنان عبدالله السدحان بمسلسله الحالي "منا وفينا" وثنائه على كوكبة الممثلين الذين يشاركونه العمل وهو ما جعل المشاهد في حال تلهف وترقب لذلك المسلسل، إلا أن واقع حال المشاهد والنقاد يشير من واقع تقييم سريع وقراءة عابرة للحلقات الأولى من المسلسل إلى أن الفكرة والأسلوب والدور لا يعدو كونها عودة إلى الماضي وتكريسا لصورة نمطية لازمت السدحان في كثير من أعماله وأفكاره، وهو الأمر الذي يختلف مع رفيق دربه الفنان ناصر القصبي الذي اختار التجديد، من خلال تسليط الضوء على بعض من الأحداث الراهنة حاليا في بعض البلدان المضطربة.

الانتقادات التي طالت السدحان لم تكن مرتبطة بالحلقات الأولى لمسلسله وحسب، بل لازمته منذ الساعات الأولى لبدء تصوير أعمال المسلسل، فعلى سبيل المثال اختيار حي العليا وسط العاصمة الرياض موقعا للتصوير كان محل استياء وتحفظ من البعض لعدم مواءمة الحلقة للموقع الذي يتم فيه التصوير، وهو ما أرجعه البعض إلى سوء تقدير من المخرج الذي لم يكن على دراية تامة بالمنطقة.

تلك المواقع كانت سببا في إطالة ساعات التصوير لأكثر من أربع ساعات نتيجة التجمهر والحشود التي تدافعت إلى موقع التصوير، الأمر الذي زاد الأمر سواء.

أما على صعيد المضمون والمحتوى، فلم يخرج المشاهد بأي جديد من تلك الحلقات، فالأفكار والأدوار هي بذات النمطية والعقلية التي اعتاد عليها المشاهد طوال الأعوام الماضية، وما طرح في الحلقات الماضية لم يأت بأي فكرة قد يفهم منها المتلقي تجديدا وتواؤما مع الزمن.

الشخصية والهوية الفنية لأدوار الفنان عبدالله السدحان هي الأخرى تأتي لتكرر ذاتها منذ أن طل على الشاشة، فبحسب المنتج وائل محمود رفيق فإن "السدحان للأسف لازم البشت والعصا والشيبة أكثر مما يجب وظلم نفسه في تلك الأدوار أكثر مما يجب، ما حرمه من الخروج إلى الكون الفسيح في أعمال وأدوار أخرى قد تحقق له نجاحات وتفتح له أفقا أوسعا في مجال الأدوار والشخصيات". ولفت رفيق إلى "أن الحلقات التي بثت حتى الآن متى ما قورنت بعدد من المسلسلات المنافسة الأخرى فإننا سنجد أن مسلسل منا وفينا يحتل مرتبة متواضعة جدا لأسباب عدة، منها الأفكار المستنسخة والشخصية الملازمة للسدحان".