اعتمد الكاتب إبراهيم مضواح الألمعي، الاشتغال على تطابق الاسم مع دلالة الخلود في ذاكرة الإنسان والمكان، من خلال استخدامه كلمة عائشة.

وأعاد بتسميته كتابه "العائشتان" الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي 2015 الذي يقع في 50 صفحة، من القطع الوسط، للواجهة شاعرة الألم ورائدة الأدب النسوي في القرن التاسع عشر، العائشة الأولى "عائشة التيمورية"، التي تخطى اسمها حدود المكان الذي وجدت فيه، من خلال تحليق مخيالها الشعري في العربية والفارسية والتركية، ولها ديوان في كل لغة منها.

وسرد الكاتب سيرة العائشة الثانية "التلميذة الخالدة بنت الشاطئ" عائشة عبدالرحمن، التي جعلت الجامعات من المحيط إلى الخليج تتسابق على استقطابها، لبلوغها الغاية في علوم العربية والتفسير والتاريخ الإسلامي.

أراد مضواح من خلال سرده السيري والمكثف، للتيمورية وبنت الشاطئ، توجيه رسالة مفادها أن المبدع من كلا الجنسين لا تعيقه الظروف، مادامت ذاكرته يقظة وحسه مرهفا، يستطيع التأثير في محيطه وتطويره شرط أن تربطه سلطة المكان، لأن الفعل الإنساني هو من يخلد صاحبه، هذه الرسالة الظاهرة للكاتب، أما الرسالة المخفية فهي حث النساء على التميز، وقد دوّن الكاتب في الغلاف الأخير ما يدلل على الرسالة المخفية.

"إنهما عاشتا في بيئة لا تحمدُ للمرأة الانصراف إلى طلب العلم، ومرَّتا بمحن ومكابدات جراء ذلك، وبرغم تلكم الصعوبات فقد ترقَّتا في مدراج الطلب حتى بلغتا الغاية".