واصل مقاتلو المقاومة الشعبية في اليمن تقدمهم الكبير الذي يحرزونه في مواقع عدة على حساب المتمردين الحوثيين المسنودين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث تصدى الثوار للعديد من محاولات الانقلابيين الهادفة للتقدم في الكثير من المدن والمحافظات وأرغموهم على التراجع والانسحاب من كل المواقع بعد أن كبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

في غضون ذلك استأنفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين ودعم الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي غاراتها العنيفة على مواقع الإرهابيين، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن غارات عنيفة شهدتها محافظات حجة وصعدة والحديدة، إضافة للعاصمة صنعاء. مشيرة إلى أن أعمدة الدخان وألسنة اللهب ارتفعت عالية فوق سماء الأماكن المستهدفة. كما ردت المضادات الأرضية بعشوائية على المقاتلات، وهو ما أثار الذعر وسط المدنيين الذين باتوا يخشون من هذه المضادات على حياتهم الشخصية وفق ما أعلنته منظمة العفو الدولية الشهر الماضي من أن مئات المدنيين سقطوا بسبب تلك المضادات العشوائية التي تنفجر بمجرد اصطدامها بالأرض.

عمليات نوعية

ففي إقليم آزال الذي يضم العاصمة صنعاء، أعلنت المقاومة الشعبية عن مقتل قيادي حوثي في عملية نفذتها المقاومة الشعبية بمحافظة ذمار وسط اليمن. وقال المكتب الإعلامي للمقاومة الشعبية في إقليم آزال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن أفرادا من المقاومة أطلقوا الرصاص على القيادي المنضم لجماعة الحوثيين صدام جعفر بجبل الشرق في منطقة آنس بمحافظة ذمار، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وتعد هذه العملية هي الخامسة التي تنفذها مقاومة آزال في ذمار خلال 24 ساعة حيث استهدفت تجمعات ومقار تابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى منهم.

ويضم إقليم آزال أربع محافظات وهي العاصمة صنعاء، ومحافظة صعدة "المعقل الرئيس للحوثيين"، ومحافظتي عمران وذمار. ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه بعض المحافظات اليمنية مواجهات مسلحة بشكل متقطع بين الانقلابيين وأفراد المقاومة الشعبية.

وفي محافظة البيضاء تمكنت المقاومة الشعبية من تحقيق تقدم كبير، وقالت المصادر إن المقاومة الشعبية سيطرت على مواقع تابعة للحوثيين وقوات صالح في البيضاء، حيث شنت هجمات على نقاط عسكرية أقامها المتمردون.

وفي محافظة عدن، أدى تجدد الاشتباكات إلى تراجع الحوثيين وقوات صالح باتجاه الصحراء. وذكرت مصادر طبية أن الاشتباكات في عدن أسفرت خلال يوم واحد عن مقتل 39 شخصا، بينهم مدنيون. وقال وكيل المحافظة نايف البكري إن ميليشيا الحوثي وصالح "تقصف بكثافة بصواريخ الكاتيوشا منذ مساء أول من أمس أحياء سكنية نزح إليها سكان منطقة المعلا، والتواهي، وكريتر التي يسيطرون عليها، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل عدة. وفي الضالع، أكدت مصادر إعلامية أن 11 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 17 آخرون في تجدد للاشتباكات بالمحافظة الواقعة جنوبي اليمن. وقالت مصادر محلية إن المعارك العنيفة كانت تدور على ثلاثة محاور واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين. وأضافت المصادر أن المقاومة تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق لكمة لشعوب والعُقْلة وحبيل الثَعالب.

تقدم مطرد

وأعلنت المقاومة الشعبية في بيان أنها تمكنت من استهداف مواقع وآليات وتجمعات الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التابعة للمخلوع صالح التي تتمركز على الشريط الحدودي في سناح، حيث كانت هذه القوات والميليشيات ومنذ يومين تتجمع وتستقبل تعزيزات كبيرة قادمة من إب وصنعاء وذمار، بهدف احتلال الضالع واقتحامها مجددا، وكانت الميليشيات مستمرة في إطلاق مدفعيتها وقذائف الهاون على القرى القريبة من الحدود العقلة ولكمة لشعوب ولكمة صلاح والوبح وخوبر خلال اليومين الماضين، حيث استمرت المعركة لساعات طويلة شهدت مواجهات شرسة وتلقت فيها الميليشيات ضربات موجعة من قبل المقاومة الجنوبية أرغمتها على الانسحاب والتراجع من المواقع المتقدمة التي كانت تسيطر عليها في لكمة صلاح ومنشار الشوتري.

وأضاف البيان أن ضربات المقاومة الشعبية كانت دقيقة وتمكنت من تدمير عدد من الآليات العسكرية من دبابات وعربات تتبع الميليشيات حيث تم تدمير دبابة كانت متمركزة بجانب مستوصف الأبجر، وعربة أخرى في منطقة شعب الأسود.

وأضاف البيان أنه تم قتل العشرات من عناصر قوات الغزو والعدوان التي ولت الأدبار هربا من ضربات المقاومة الشعبية وما زالت المعركة مستمرة والمقاومة الجنوبية تتقدم. كما أكد قائد المقاومة في الضالع العميد عيدروس الزبيدي الذي قاد المعركة أن المقاومين ثابتون وعزيمتهم تزداد قوة، وأشاد بصمودهم الأسطوري في الجبهات، وأنهم ماضون في المقاومة حتى طرد الغزاة من كل مناطق الجنوب، رغم الحصار وقلة الإمكانات. وشدد على دور التحالف في تقديم المزيد من الدعم اللوجستي في هذه المرحلة التي تحقق فيها المقاومة الجنوبية مزيدا من الانتصارات على الأرض.

مصرع عشرات الحوثيين

وفي تعز، سقط قتلى وجرحى في اشتباكات أمس بأحياء عدة في المدينة، منها الجمهوري، والشماسي، بالإضافة إلى شارع الأربعين. وأضافت المصادر أن الاشتباكات تزامنت مع قيام مسلحي الحوثي المدعومين بقوات صالح بقصف أحياء سكنية عدة في مدينة تعز بقذائف الهاون والدبابات، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكان مصدر في المقاومة الشعبية قد أكدت أمس أن 17 مسلحا حوثيا وخمسة عناصر من المقاومة قتلوا مساء أول من أمس في معارك عنيفة دارت بين الطرفين.

كما أكدت مصادر محلية في مدينة تعز أن 21 مسلحا حوثيا، و5 عناصر من المقاومة قتلوا مساء أول من أمس في معارك عنيفة دارت بين الطرفين. وأشار المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - إلى أن جبهة جبل جرة شهدت قتالا شرسا سقط خلاله شخصان من المقاومة، وجُرح 10 آخرون، فيما قتل 17 عنصرا من الحوثيين الذين نفذوا هجوما للسيطرة على الجبل الاستراتيجي، لافتا إلى أن الحوثيين فشلوا في تحقيق هدفهم.

وأضاف المصدر بالقول إن بقية الضحايا سقطوا في اشتباكات عنيفة دارت في جبهة حي الجمهوري وشارع 26 سبتمبر في مدينة تعز. موضحا أن اثنين من جرحى المقاومة الشعبية كانا قد أصيبا في جبهة جبل جرة، وتوفيا في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس في أحد المستشفيات الخاصة في المدينة، وكشفت مصادر داخل المقاومة أن التحالف أمد الثوار بشحنات من الأسلحة جرى إنزالها خلال اليومين الماضيين، اشتملت على أسلحة نوعية وصواريخ حرارية، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر من قبل طيران التحالف في حي الروضة وسط مدينة تعز المعقل الرئيس للمقاومة.

ومضت المصادر بالقول إن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحوثيين في أحياء كلابة، والإخوة، والزنوج، وأسفل عصيفرة.

وأشارت المصادر إلى تقدم المقاومة في حي الزنوج وسيطرتها على موقع كان الحوثيون قد سيطروا عليه الشهر الماضي، وأضافت المصادر بمصرع 11 من الحوثيين.

غارات مكثفة

في غضون ذلك، واصل طيران التحالف غاراته العنيفة على مواقع المتمردين الحوثيين، حيث أشارت مصادر ميدانية أمس إلى أن المقاتلات شنت ثماني غارات فجر أمس، استهدفت "اللواء 25 ميكا" في محافظة حجة القريبة من الحدود السعودية. وأشار الشهود إلى أن انفجارات ضخمة وحرائق اندلعت داخل اللواء الموالي للحوثيين والنظام السابق في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة. كما استهدفت الضربات الجوية مقر اللواء التابع للحرس الجمهوري في منطقة عبس. وأضاف الشهود أن غارات أخرى استهدفت تجمعات للحوثيين في مديرية حرض الحدودية بالمحافظة اليمنية.

وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية إن غارات التحالف استهدفت أمس موقع الدفاع الجوي شرق المدينة، وبحسب شهود عيان فقد ارتفعت أعمدة من الدخان الكثيف من المعسكر الواقع في منطقة كيلو 7 شرق المدينة. وفي صنعاء، شنت مقاتلات التحالف العربي أمس غارات على مواقع للحوثيين جنوبي العاصمة. وأشار شهود عيان إلى أن مقاتلات التحالف قصفت منازل قيادات ميدانية للحوثيين جنوب العاصمة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين. وأضاف المصدر أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في تلك الغارات وأن خمس عربات للإسعاف شوهدت وهي تنقل عددا من القتلى والجرحى إلى مستشفيات حكومية بعد الغارات الجوية بنصف ساعة.وفي محافظة صعده شمالي اليمن تعرضت مديريات الظاهر ورازح ومرّان لسلسة غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي، ما أسفر عن سقوط عدد من المسلحين الحوثيين.واستهدفت مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين على امتداد الشريط الحدودي مع السعودية.


.. وإيران تخدع ميليشيات الحوثي بمليارات الدولارات المزورة

في استمرار لمسلسل فضائحها المدوية في اليمن، كشفت مصادر يمنية مطلعة أن إيران دعمت الحوثيين قبيل بدء عاصفة الحزم بمبلغ ثمانية مليارات دولار مزورة، استطاعت تهريبها عبر رحلات جوية بين طهران وصنعاء في الأيام التي سبقت بدء العاصفة. وأشارت المصادر إلى أن تلك الأموال وزعت ما بين صنعاء وصعدة. وحذّرت جهات عدة الشباب اليمنيين الذين غررت بهم قوات الحوثيين بالمال للمشاركة في القتال إلى صفها، مؤكدة أن أغلب تلك الأموال التي يتسلموها بالدولار الأميركي مزورة وغير قابلة للتداول مصدرها إيران.

وكانت فضيحة مدوية أخرى قد تكشفت خلال الفترة الماضية بطلتها طهران أيضا، حيث أكدت مصادر يمنية مقربة من الحوثيين صحة النبأ الذي انفردت الوطن بنشره عن تلقي وانتهاء صلاحية مواد الإغاثة التي أرسلتها طهران على متن سفينتها إيران شاهد، حيث تأكد بعد معاينة محتويات السفينة أن الدقيق الذي حملته مليء بالدود والحشرات، كما أن بقية المواد منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي.

وتعليقا على ذلك يقول المحلل السياسي ناجي السامعي في تصريحات إلى "الوطن"، "إيران دأبت على الاستهزاء بعميلها الحوثي، حيث أرسلت لهم خلال الفترة الماضية مساعدات إنسانية غير صالح للاستخدام البشري، وها هي اليوم ترسل له دولارات مزورة، وكل هذه الممارسات تؤكد حقيقة واحدة لا يتطرق إليها الشك، مفادها أن طهران لا علاقة لها بالأعمال الإنسانية من قريب ولا بعيد، وأنها لا تريد سوى إغراق دول المنطقة في الحروب والأزمات. أما مجال المساعدات الإنسانية والأعمال الخيرية فهذا مجال لا تجيد طهران العمل في إطاره".