تميزت مدينة جدة التاريخية منذ القدم بوجود أقدم العطارين الذين كانوا يقفون بمحالهم ليلا نهار لعلاج أهالي جدة القديمة ويقدمون لهم الوصفات الشعبية، ويقصدهم الناس لعلاج ألم أو وجع ويستمعون إلى وصفات الشعبية وإرشاداتهم.
وينشط عمل العطارين في شهر رمضان حيث تأتي ربات البيوت لتلك المحال للتزود بالبهارات التي تجلب من الهند وعمان والإمارات تستعين به السيدات لأضافه نكهات مختلفة على الأطباق الرمضانية.
يقول العطار أحمد آدم صاحب محل عطارة بسوق العلوى إن محال العطارة في أسواق جدة التاريخية تشهد إقبالا كبيرا مع دخول شهر رمضان رغبة من السيدات في شراء البهارات المميزة التي تضيف نكهات جيدة على الأطباق الرمضانية، موضحا أنه من المعروف لدى الكثير أن أيام رمضان تتعدد فيها الطبخات وتتنوع فيه الإطباق والمأكولات وخاصة الشوربة، من هنا نجد أنه لزم على الكثير من المستهلكين شراء البهارات الخاصة بها كذلك شراء الأبازير التي تخص العديد من الأكلات الرمضانية، بالإضافة إلى البن والهيل وكذلك ورق الغار والشيبة والبهارات التي تضاف إلى الطبخات والأكلات الرمضانية المتنوعة والسمبوسة وغيرها من الأطباق.
من جهته، أوضح العطار صادق عبدالمطلب صاحب محل عطارة بباب مكة أن شهر رمضان يعتبر من أكثر شهور السنة التي تنشط فيها حركة البيع بالنسبة للعطارين وذلك لتوافد المستهلكين الذين يحرصون على شراء البهارات الخاصة بالأطباق الرئيسة كالشوربة والأرز والإيدامات المختلفة، موضحا أن الأسعار لتلك البهارات تكون ما بين 10 إلى 70 ريالا حسب الصنف وجودة البهارات المطلوبة.
وأوضح عبدالمطلب أن العطارين يحرصون قبل حلول شهر رمضان على تجهيز خلطات تكون مطلبا لكل المستهلكين وتتميز بشمولها لاستخدامها على كل الأطباق الرئيسة بينما هناك أطباق تكون لها خلطات من البهارات الخاصة كطبق الشوربة فيتم تجهيز المكونات الخاصة لتلك البهارات مكونة من الشيبة والكزبرة الناشفة والكركم والقرنفل بالإضافة إلى مكونات أخرى تعتبر سر المهنة وتخلط جميعها وتجهز دخل قطع من الشاش وتخاط بأحكام وتباع على شكل "سرة" أو ما يعرف بالأشكال الكروية بحيث توضع داخل قدر الطبخ من دون أن يخلط بالمكونات الأخرى ويتم استخراجه بسهولة والتخلص منه بعد نضج الشوربة.