يواصل متمردو جماعة الحوثيين الانقلابية اعتداءاتهم بحق الصحفيين في اليمن، حيث لم يتوقفوا عن اختطافهم وحبسهم والاعتداء عليهم بالضرب. كما يقومون في بعض الأحيان باستخدام الصحفيين الذين يعتقلونهم كدروع بشرية ويرسلونهم إلى المخازن الأسلحة، وفق ما حدث في السابق مع الصحفيين عبدالله قابل، ويوسف العيزري.وحصلت "الوطن" على معلومات تفصيلية عن الصحفيين الذين لا يزالون قيد الاحتجاز في سجون الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأفاد مقربون لبعضٍ منهم، في تصريحات بأنهم تلقوا معلومات تفيد بتعرض أبنائهم للتعذيب والضرب أثناء تحقيقات أجرتها الميليشيات الانقلابية.وأخيرا أقدمت سلطات الانقلاب على اختطاف تسعة صحفيين دفعة وحدة، هم عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وهشام طرموم، وهشام اليوسفي، وأكرم الوليدي، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وهيثم الشهاب، ويسعى الانقلابيون الحوثيون الذين يسيطرون على الكثير من أقسام الشرطة والأجهزة الأمنية إلى التكتم على مصير المعتقلين، ورفض الإفراج عنهم أو حتى السماح لأسرهم بالاطمئنان على صحتهم وسلامتهم.وتعتبر هذه الحادثة من أكثر سابقاتها لفتا للانتباه، حيث يصفها حقوقيون بأنها "الجرم الأكبر" للانقلابيين بحق حرية الرأي والتعبير، واستنكروا أن يتم اختطاف هذا العدد الكبير من الصحفيين وإخفاؤهم دون أي مبرر قانوني يتم الاستناد إليه، وفوق ذلك يتم التحفظ على أماكن احتجازهم والتهم التي لفقوها بحقهم.

ولقيت الحادثة إدانات واسعة من قبل منظمات دولية ومحلية، وشخصيات اعتبارية، وصحفيين، وسياسيين، وكتاب يمنيين، وقالوا إنها جريمة أخرى تضاف إلى انتهاكاتهم بحق وسائل الإعلام والعاملين فيها.وأغلق الانقلابيون منذ سيطرتهم على السلطة واحتلالهم العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي، أربع قنوات فضائية وأكثر من سبع صحف محلية، وحجبوا عشرات المواقع الإخبارية المحلية والخارجية، كما لا يزال كثير من الصحفيين يقبعون في سجونهم الخاصة.

وكان الاتحاد الدولي للصحفيين عبّر في رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن، مع 30 منظمة حقوقية، عن قلقه الشديد من استمرار احتجاز الحوثيين للصحفيين دون مسوغ قانوني، داعين إلى سرعة الإفراج عنهم والتوقف الفوري عن ممارسة أي انتهاكات أخرى.كما عبر مركز صنعاء الحقوقي، في بيان أصدره عن قلقه البالغ من تدهور أوضاع الحريات الصحفية التي تجاوزت استهداف الكلمة لتمتد إلى استهداف الحياة، داعيا الحوثيين والجهات الأمنية المختصة إلى سرعة إطلاق الصحفيين المذكورين، محملا إياهم سلامتهم وتعرضهم لأي أذى.

وقال بيان المركز، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، مُعلقا على اختطاف التسعة الصحفيين، إن ذلك يُعدّ "جريمة مركبة تستبيح الحقوق والحريات وتنتهك بفعل صارخ كل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية، وتحديا منها واستهانة بمنظومة العدالة الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة".

ودعا المركز نقابة الصحفيين اليمنيين وكافة المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياة الصحفيين، وإطلاق سراحهم، كما عبر عن تخوفه وقلقه الشديد إزاء ما وصفه بـ"السلوك العدواني" الذي يمارسه الحوثيون بحق المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، إذ تكاد صنعاء والمدن التي يسيطر عليه تحالف الحوثي وصالح تخلو من الإعلاميين ومن بقي منهم فهو معرض للخطر، بحسب البيان.