بعض الأخبار تكاد لا تُصدق لولا التوثيق الصحفي فيها، من صورة ونقل عن عدة مصادر، ليس لغرابتها فالصحف الإلكترونية لم تترك للغرابة دهشة؛ لكثرة غرائبها التي ربما حتى كاتبها لا يصدقها، بل أقصد بعض الأخبار في الصحف المحلية الرسمية، لا تصدقها؛ لأن عقلك لا يستوعب أن "إنساناً" يقدم على ما تضمنه الخبر، ولا يستوعب أن مسؤولاً يترك "كائناً حياً" يفعل ذلك نهاراً جهاراً..!

يقول خبر "الوطن": مر شهر على صدور توجيهات لإزالة غرف فوق سطح "مسجد" في جدة، والأمانة لا تزال تقف صامتة جامدة تجاه هذا التعدي على حرمة بيت من بيوت الله بإنشاء غرف فوق سطح المسجد ودورات مياه من أجل مصلحة خاصة للإمام..!

ليس هذا فقط الذي لا يستوعبه العقل بجرأة "إمام" على التعدي على مسجد أمام أعين الناس والمسؤولين، بل الموضوع أكبر من ذلك، والصدمة أقسى حين تعلم أن التعدي تم على حساب تبرعات جماعة المسجد، حيث أقنع الإمام كثيرا من المصلين بالتبرع لصيانة وتوسيع مساحة المسجد، وبعد جمع التبرعات تفاجؤوا بالإمام يبنى غرفا في سطح المسجد ليستفيد منها هو وليس المسجد..!

تحاول تكذيب الخبر بينك وبين نفسك؛ لأنك لا تستطع الاقتناع بأن من يتقدم المصلين يحتال عليهم ويتعدى على مسجدهم بأموالهم، تحاول التكذيب لكن صورة الغرف فوق سطح المسجد المرفقة مع الخبر تقتل فكرة التكذيب، ثم تقرأ أن مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المدير العام لإدارة الأوقاف في جدة طلال العقيل يؤكد أن شكاوى السكان حول التعدي الذي حدث من إمام المسجد في البناء على سطح المبنى محل "الاهتمام"، إذا تم الوقوف على الموقع والتأكد من وجود التعديات وتصوير الموقع، وتم إبلاغ الإمارة ووزارة الأوقاف بالأمر.

وبعد أن يقول سعادة المستشار المدير أنها محل الاهتمام، يصدمك بأن دوره كمدير لإدارة الأوقاف مقصور على التبليغ للجهات المعنية، وأن إزالة التعدي من اختصاص الأمانة..!

(بين قوسين)

هل مؤسسات الدولة تتعامل مع بعضها بمبدأ "إخلاء المسؤولية" فقط، وكأن مسؤوليها لا يعرفون بعضهم ولا يتعاونون في خدمة الوطن؟!