"لم أجد عملا أفضل من لم شمل زوار المسجد النبوي بأبنائهم التائهين".. بهذه العبارة بدأ أحمد محمود حافظ حديثه إلى "الوطن" مسترجعا ما بقي "علق" في ذاكرته من القصص التي عايشها لأكثر من عامين أثناء عمله في المسجد النبوي باستقبال ورعاية الأطفال التائهين والتعامل مع ذويهم.
ويضيف حافظ أن وظيفته التي تتطلب جهودا كبيرة في الجوانب الإنسانية عرضته لكثير من المواقف التي لم يستطع أن يسيطر على مشاعره معها، فكثيرا ما تغلبه نفسه ويشارك الزوار لحظات الاجتماع ودموع الفرح بعد اجتماع التائهين بذويهم وما يصاحبها من مواقف حرجة.
وأشار حافظ إلى أن طبيعة العمل تبدأ بالتجول في ساحات المسجد النبوي الشريف، بعد استلام البلاغ من الأسرة بفقدان طفلها وأخذ مواصفاته للتعرف عليه وتحديد الموقع الذي فقد فيه، وبعد ذلك يتم العمل الميداني في ملاحظة الأطفال التائهين بساحات المسجد، واصطحاب الطفل إلى مقر المركز الموجود في ساحة المسجد النبوي وتهدئته حتى تسليمه لذويه، منوها بأنه في حال تأخر استلامه يتم تسليمه للمركز الرئيس للأطفال التائهين، حيث يلقى هناك برامج ترفيهية خاصة بالأطفال حتى تسليمه لذويه.
وبين حافظ أن من أبرز التحديات التي تواجههم في عملهم، مواجهة أكثر من نصف مليون معتمر بابتسامة دائمة، وتهدئة أسرة الأطفال التائهين حتى لحظة نجاحنا في لم شملهم التي لا تخلو من مواقف يصعب وصفها ولا يزال يتذكر تلك الزائرة الخمسينية التي سقطت بين يديه بعد فقدان ابنها وضاعفت مهماتهم في الوصول سريعا إلى أبنها، وأخرى من تماسكت ولم تتمالك دموع الفرح وأقسمت أن تتبرع بحليها بعد عودة ابنها، وزائر ثالث أصر على مكافآت الموظفين بدعوتهم للسياحة المجانية في بلده.