كل يوم تزداد أهمية الموسوعة العالمية "ويكيبيديا"، بل إنها تزداد موثوقية وثراء كل ثانية، والسبب تضاعف أعداد من يضيف ويعدل ويعتمد المعلومة، مما أهّلها لأن تصنف حاليا أنها أعظم موسوعة بشرية على الإطلاق.

لن أتحدث عن المحتوى العربي في الموسوعة المفتوحة، الذي للتو تجاوز محتوى اللغة الإندونيسية! وحقق المركز الثاني والعشرين، رغم أنه يفترض أن تكون ضمن المراكز العشرة الأولى قياسيا، لأنها ضمن أكثر عشر لغات  متداولة على المعمورة، ولكن ما يهمني هنا هو المحتوى السعودي الذي لا يزال أقل من المتوقع، ولك أن تتصور أن يحقق الجمهور السعودي المركز الثاني في تصفح المواد العربية، بينما لا تشكل المواد السعودية المركز الثاني ضمن المواد العربية!

قبل سنوات تبنت مدينة الملك عبدالعزيز مبادرة لإثراء المحتوى العربي في "ويكيبيديا"، ورغم أن المبادرة حققت إضافات نوعية للموسوعة، إلا أنها كانت مركزة على المحتوى العربي العام دون المحتوى السعودي الذي لا يزال فقيرا، وتغلب عليه المبادرات الفردية التي لا تستمر طويلا وتفتقر إلى الدقة والموثوقية، بيد أن هذه المبادرة انتهت كما بدأت.

في الكويت تحمس فريق شبابي تطوعي لإثراء المحتوى العربي والكويتي في الموسوعة, وسرعان ما تنبت وزارة الشباب الكويتية المبادرة ودعمتها بشتى الطرق. تلكم المبادرة نتج عنها أنها أضافت 108 مقالات جديدة عن تاريخ الكويت، بمجموع 83 ألف كلمة‘ إضافة –وهذا الأهم- إلى أنها عدلت 382 مقالا يحوي معلومات مغلوطة وغير دقيقة عن الكويت، والمبادرة مستمرة بإضافة المواد وتحريرها عبر عقد لقاءات أسبوعية، وتحفيز الشباب نحو الإضافة والتعديل.

بالطبع أنا لا أدعو مدينة العلوم والتقنية إلى إعادة إطلاق المبادرة مرة أخرى، فقط أهيب بشبابنا المثقف والمهتم لإطلاق مشروع شبابي تطوعي لإثراء المحتوى السعودي في "ويكيبيديا"، فهم الأقدر والأطول نَفَسا للعمل ليل نهار، نحو أن تتحول الموسوعة إلى مصدر موثوق لأية معلومات عن بلادنا.