في الوقت الذي رفعت المملكة العربية السعودية من إنتاجها من النفط الخام إلى مستوى قياسي في يونيو الماضي، لتعيد التأكيد على استراتيجيتها الرامية للدفاع عن الحصة السوقية وتلبية الزيادة في الطلب العالمي والمحلي، توقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سوق النفط العالمية تكون أكثر توازنا في العام المقبل مع ارتفاع استهلاك الصين والدول النامية. وبحسب تقرير أوبك الشهري بلغ معدل ما ضخته المملكة 10.56 ملايين برميل يوميا من النفط الشهر الماضي بزيادة 231 ألف برميل يوميا عن مايو، إذ زادت المملكة إنتاجها زيادة مطردة في الأشهر القليلة الماضية، فيما فاقت بيانات يونيو مستويات الذروة المسجلة في الفترة الأخيرة وفقا لسجلات ترجع إلى أوائل الثمانينات. وذكرت المنظمة في تقريرها الشهري أنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع 1.34 مليون برميل يوميا في 2016، ارتفاعا من نمو نسبته 1.28 مليون برميل يوميا هذا العام. وأضافت أن نمو الطلب العالمي على النفط ربما يفوق أي زيادة في المعروض من خارج أوبك وأنواع النفط الخفيفة الفائقة الجودة مثل المكثفات بما يزيد من الطلب على خام أوبك.

وقال خبراء اقتصاديون لدى أوبك في التقرير: "سيعني ذلك ضمنا تحسنا باتجاه سوق أكثر توازنا".

وذكرت أوبك أنها تتوقع ارتفاع الطلب على نفطها بواقع 860 ألف برميل يوميا في 2016 إلى 30.07 مليون برميل يوميا، غير أن المنظمة خفضت تقديراتها للطلب على نفطها هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 29.21 مليون برميل يوميا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت فيه أسعار النفط في مستوى الـ57 دولاار للبرميل، في حين يضغط انخفاض الأسعار على منتجي النفط ذوي الكلفة العالية وتسبب في انخفاض حاد لعدد منصات التنقيب عن النفط خصوصا في أميركا الشمالية.