في يوم المرأة العالمي من عام 1980، ظهر الرئيس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو في تصريح مثير يقول في مطلعه: "مع الأسف، حق التعليم الذي مُنح للمرأة ضمن لها تعليما ولكنه لم يضمن تغييرا واضحا للصورة التقليدية المأخوذة عن المرأة، لم يصنع تغييرا جليّا لمظهرها في وسائل الإعلام والكتب التي نقرؤها".

تدعي منظمة اليونيسكو أن الصورة التي تظهر بها المرأة في وسائل الإعلام تتسبب في الانتقاص منها.

وهذه الاتهامات تدعونا كمتخصصيين في الإعلام، أو قُرّاء في حقول الإعلام، أو حتى كجماهير يستهدفنا الإعلام للتساؤل: كيف هي الصورة التي تظهر بها المرأة في إعلامنا؟ أو بشكل آخر، متى تكون الصور/الدور الإعلامي مسيء للمرأة؟

ليس الإغراء/الفتنة فحسب هو ما يسيء لها ويسطّح دورها ويهمّش حقيقتها ويتسبب بالعنف ضدها، فربما تكون الإساءة أحيانا غير مباشرة، لعلي هنا أطرح سؤالا: لماذا كل أو معظم الأدوار التي تمثّل المرأة السعودية في مسلسلات رمضان هذا العام كانت صاحباتها يتسمن بالثراء، ببياض البشرة، بعمر محدد (20-30 عاما)، من مناطق محددة في المملكة؟ ما الذي يريد أن يقنعني به كمشاهد أصحاب هذه الأعمال؟

في الدول التي سبقتنا للإعلام والتصوير والإنتاج والإخراج، يؤمنون بما يسمى (tokenism التوكنيزم) حيث إنهم ينقدون العمل السينمائي أو الإعلامي المقروء إذا لم يحتوي على تنوع حقيقي في الأجناس والأعمار والألوان. يؤمن هؤلاء بالتأثير الخفي لهذه الأعمال على الفقراء أو المسنين أو غيرهم، حيث إن السعادة ليست للأثرياء فقط، والحب ليس لمديري الشركات فقط، والسعادة ليست لصغيرات السن وحسب والبطولة ليست لأصحاب لون بشرة معين دون غيرهم.

من ناحية أخرى فإن هذه الإعمال بعيدة ونقيضة لحقيقة المجتمع الذي خرجت منه، الأمر الذي يستوقفك متسائلا: هل تخرج تفاحة من شجرة برتقال؟ هل يخرج صرصار من خلية نحل؟ فكيف؟ كيف تخرج أعمال درامية سعودية تصور لنا مجتمعا مسخا وغريبا لا نعرفه لكنه يتكلم لهجتنا ويسكن في مناطقنا ويرتدي ملابسنا؟!